توقيت القاهرة المحلي 07:47:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سعود.. وأبوه.. وجده!

  مصر اليوم -

سعود وأبوه وجده

سليمان جودة

لم يبالغ نهاد المشنوق، وزير داخلية لبنان، حين قال بالبنط العريض، على الصفحة الأولى من الشرق الأوسط، الصادرة فى لندن صباح الخميس، إن تحالفا مصريا سعوديا يظل هو الأقدر على ردع المد الإيرانى فى المنطقة، لأن حلفاً كهذا هو الأقوى من نوعه أولا، ولأن مداً كهذا هو مخالف لحقائق التاريخ وحقائق الجغرافيا ثانيا.

ولا أظن أن ما يقول به المشنوق يغيب عن فطنة أهل الحكم، سواء فى القاهرة أو فى الرياض، كما أظن أن الرهان على ثلاث عواصم عربية، على وجه التحديد، لصد أى خطر عنا، كعرب، كان رهاناً فى مكانه فى كل وقت.. وقد كانت العواصم الثلاثة هى: القاهرة، الرياض، دمشق.

ولذلك تمنيت كثيرا لو انتبه كل عربى، ثم كل سورى، إلى أن ما تتعرض له العاصمة السورية من محن، على مدى أربع سنوات وأكثر، ثم ما تتعرض له الدولة السورية العريقة فى الأساس من ضربات، إنما مرجعه إلى إدراك من جانب خصومنا لمعنى أن تكون العواصم الثلاثة معا، وأن تكون حية، وأن تكون فاعلة، وأن تكون مدركة لحجم الأخطار على أمتها من حولها.

وقد كانت العلاقة بين القاهرة والرياض موضع تربص، طول الوقت، خصوصا ممن يعرفون تماما معنى أن تتكلم العاصمتان لغة واحدة!

ولأن الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة، كان داهية، ولأن مكانته عند أبناء بلده، كمكانة مترنيخ عند الألمان، فلقد أدرك ذلك مبكرا جدا، وهو لم يدركه وفقط، ولكنه راح يجسده فى شيئين اثنين، أولهما أنه أوصى أولاده جميعا بأن تكون عيونهم فى كل لحظة على مصر، وألا تغيب عنها، وثانيهما أن زيارته الوحيدة خارج أرضة كانت إلى مصر وحدها دون سائر الدول!

والحق أن أبناءه من أول سعود، الذى جاء بعده مباشرة، إلى سلمان الذى يحكمه من يناير الماضى، كانوا أخلص الناس لوصيته، وكان أن رأينا الملك عبدالله، يرحمه الله، يتخذ موقفاً معنا، فيما بعد ثورة 30 يونيو، لم يحدث أن اتخذه أى حاكم، بامتداد العالم إزاءنا.. وإذا كان لنا أن نصف موقف الملك الراحل بشىء، فهذا الشىء هو أن ذلك الموقف منه كان «موقف رجولة» بكل المعانى، وكان موقفاً من رجل رأى ببصيرة لديه أن ما كان يراد بمصر، وقتها، ولايزال، يراد هو نفسه بالسعودية ذاتها.

وإلى جوار عبدالله، وقف رجل آخر اسمه سعود الفيصل، وكان أن شارك مليكه فى كل خطوة خطاها، وكان أن طار إلى باريس، فى الصيف قبل الماضى، فراحت مواقف عواصم العالم المهمة تتغير أحوالها وهى تتعامل مع مصر، وتتبدل، وكان فى شجاعته، وصدق رؤيته، وأصالة عروبته يذكرنا بأبيه الراحل الملك فيصل، إذا لا يغيب عن كل مصرى، ولا عن كل عربى، وقفته الجسورة فى أثناء حرب أكتوبر 1973 المجيدة.

كان سعود حفيداً.. وكان فيصل أباً.. وكان عبدالعزيز جداً لسعود الأمير.. وكان الثلاثة رجالاً لا ككل الرجال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعود وأبوه وجده سعود وأبوه وجده



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon