توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيادة المستشار أغلق هذا الباب

  مصر اليوم -

سيادة المستشار أغلق هذا الباب

سليمان جودة

قال المستشار محمود الرشيدى، قاضى محاكمة القرن، التى يقف أمامها مبارك، ونجلاه علاء وجمال، وحبيب العادلى ومساعدوه الستة، إنه أراد من وراء إذاعة فيلم تسجيلى عن أوراق القضية، صباح السبت، أن يقطع الطريق على أى فتنة يمكن أن تحدث، فى حالة مد أجل النطق فى الحكم من جانبه، دون إبداء الأسباب.

ولم يتوقف المستشار الرشيدى عند هذا الحد، وإنما أضاف أنه أراد أيضاً، من وراء الفيلم المذاع، ألا يحاول أحد إلصاق التهمة بأى من أجهزة الدولة، ومحاولة تصويرها على أنها بالتالى تقف خلف قرار مد أجل النطق بالحكم.

هذا هو مجمل ما فهمه الناس من المستشار الجليل، فى مؤتمره الصحفى، ولست من جانبى أرجوه فى شىء، إلا أن يراجع نفسه سريعاً فى هذا الكلام، لأنه كلام يؤدى إلى أن يقف المستشار الرشيدى فى مربع لا نرضاه له، ولا للقضاء عموماً، ولا نحبه على أى حال.

إننى أتساءل بكل صدق: هل المطلوب من القاضى، سواء كان هو قاضى «مبارك» أو غير قاضى مبارك، أن يشرح قراره للرأى العام أياً كان القرار، أو أن يبدى أسباب القرار فى أى قضية، سواء كانت هى محاكمة القرن، أو أى محاكمة أخرى؟!

أتصور أن القاضى يأخذ قراره، ويصدر حكمه، فى القضية التى بين يديه، دون أن يكون مطلوباً منه أبداً، أن يشرح لنا لماذا اتخذ هذا القرار تحديداً، دون غيره، ودون أن يكون مضطراً لأن يفسر لنا مسببات قراره.. فلا هو مطلوب منه أن يفعل ذلك، ولا نحن من حقنا أن نطالبه بشىء من هذا، وإلا، لم يعد القضاء قضاء، ولا أحكامه أحكاماً.

وحتى إذا تجاوزنا عن هذا الشق الأول من كلام المستشار الرشيدى، فإن الشق الباقى أهم وأخطر، لأنه يقول فيه إنه لم يشأ أن يترك الفرصة لأحد قد يتهم أياً من أجهزة الدولة بأنها كانت وراء قرار مد أجل النطق بالحكم!

هذا أخطر، وأهم، لأنه يبين لنا صدق ما كنت قد حذرت منه فى هذا المكان، وحذر منه غيرى، من أن القاضى لابد أن يكون بمعزل تماماً عن الأجواء العامة من حوله وهو يصدر قراراته أو أحكامه.

فليس للشق الثانى من كلام الرجل، من معنى، سوى أن عينه وهو يصدر قرار مد أجل النطق بالحكم، كانت على الذين يمكن أن يقولوا، أو يعيدوا، أو يتهموا، أو.. أو.. وهو ما لا نتصوره أبداً بالنسبة لأى من القضاة.

إذ السؤال الذى علينا أن نصارح أنفسنا به، إنما هو على النحو الآتى: منذ متى بالضبط، كان على القاضى أن يضع حساباً لما سوف يقال عن قرار يصدره، أو عن حكم يقرره؟!.. منذ متى؟!.. وإذا وضع القاضى اعتباراً لهذا، فهل يصبح فى إمكانه أن يقضى على المتهم أمامه، وهو مطمئن تمام الاطمئنان؟!

لا يا سيادة المستشار.. ليس مطلوباً منك أن تشرح لنا أسباب قرارك، ولا من حقك أن تضع اعتباراً لشىء، أو لأحد، خارج حدود قاعة المحكمة، فإذا ما أخذت قراراً، مثل قرار مد أجل النطق بالحكم، فهو قرارك، الذى لا يحتاج إلى مذكرة تفسيرية منك، وإذا ما حكمت بالبراءة، أو الإدانة، فهو أيضاً قرارك وحدك، ولا نتصور أحداً، أو جهة تناقشك أو تراجعك فيه، اللهم إلا إذا خضع حكمك للطعن، من الطرف المتضرر منه، فتصبح محكمة النقض هى الجهة الوحيدة التى تملك الحق فى مراجعة عملك.

سيادة المستشار.. نرجوك، لا تفتح هذا الباب، فإننا نحاول بشق الأنفس إغلاق ما انفتح منه، منذ 25 يناير 2011، إلى اليوم.. نحاول أن نباعد بين القاضى، وبين الشارع، فلا يكون بين الطرفين صلة من أى نوع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيادة المستشار أغلق هذا الباب سيادة المستشار أغلق هذا الباب



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon