توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صالون السفير والوزير!

  مصر اليوم -

صالون السفير والوزير

بقلم سليمان جودة

فى صالونه الثقافى الشهرى، الذى يقيمه فى مقر إقامته، أراد السفير أحمد قطان، ممثل خادم الحرمين فى القاهرة، أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما أن يعيد تذكير الحاضرين، بأن بلاده انحازت وتنحاز إلى إعلاء قيم الحوار فى مواجهة دعوات العنف والتطرف، وثانيهما أن يجعل الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، يعيد تقديم أفكاره المضيئة للناس من جديد!

على المستوى الأول، استعرض السفير قطان مسيرة بلده فى هذا الاتجاه، وهى مسيرة تكثفت بشكل خاص مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وبلغت ذروتها بتأسيس مركز الملك عبدالله العالمى، للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فى فيينا، فى يوليو 2005، وعندما ذهب الأمير سعود الفيصل، يرحمه الله، لتوقيع اتفاقية إنشاء المركز، فإنه قال: المأمول، ثم المطلوب، أن يكون المركز باعثاً إلى حوارات مستنيرة فى وجه الإرهاب، بكل صنوفه وأشكاله.

من قبل، كان الطريق ممتداً ومتصلاً، من أول قمة مكة الاستثنائية، فى ديسمبر 2005، التى دعت الرياض فيها إلى إقرار قيم الوحدة والتسامح وقبول الآخر، ضد التطرف والتخلف، ثم مروراً بتأكيد الملك عبدالله، فى المؤتمر العالمى للحوار بين الأديان فى إسبانيا، فى يوليو 2008، على أن الإسلام كان وسوف يبقى ديناً للاعتدال والوسطية، ثم انتهاءً بكلمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى القمة العربية اللاتينية الرابعة، فى 9 نوفمبر 2010 بالرياض، وفيها كان الملك الذى يحل ضيفاً علينا هذا الأسبوع، يقول، إن بلاده تدعم ثقافة السلام بين مختلف الحضارات.

وعلى المستوى الثانى.. مستوى الدكتور زقزوق، كان الوزير الأسبق مهموماً طوال الجلسة بشيئين اثنين، أولهما أن الحوار حين يقوم، فإنه يظل بين أتباع الديانات وليس بين الديانات نفسها، لأنه فى الحقيقة، لا مشكلة بين دين، وآخر.. ولكن المشكلة فى أن يتخيل أتباع أى دين أن بقاءهم لا يكون إلا بنفى الآخرين.. وهذا ما لا وجود له فى القرآن الكريم ذاته، الذى قال نصاً: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين».

هذه المعانى الراقية، التى بثها الرجلان، السفير والوزير.. بامتداد ساعتين ونصف الساعة، لا يجب أن تكون حبيستهما، ولا أن تكون حبيسة الصالون فى حدوده، ولا بديل عن أن تكون هواء يتنفسه الجميع، لأنه لا بديل أيضاً عن أن يفهم الكافة بيننا، أن الإسلام قد جاء ليجمع بمقاصده العليا بين البشر، لا ليفرق بينهم، وأنه أبعد ما يكون عن أن يقبل بممارسة عنف ضد أى إنسان من حيث هو إنسان، بصرف النظر تماماً عن ديانته، وعما يعتقد فيه!

ثم إن علينا أن نذكر دائماً أن القرآن الكريم قد قال: «ولقد كرمنا بنى آدم».. ولم يقل: ولقد كرمنا المسلمين، ولا قال: ولقد كرمنا المؤمنين، وسوف يبقى المجد للعقل فى الإسلام، ما بقى مثل هذا الصالون، وما بقيت الروح التى شاعت فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صالون السفير والوزير صالون السفير والوزير



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon