توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عتاب سورى علينا!

  مصر اليوم -

عتاب سورى علينا

سليمان جودة

فى سوريا أربع صحف يومية أساسية، أما الأولى فهى صحيفة «تشرين»، واسمها، كما ترمى، مأخوذ من نصر تشرين، الذى هو نصر أكتوبر عام 1973، والذى كانت سوريا شريكاً إلى جانبنا بالسلاح فيه.. أما الثانية فهى «البعث» التى تعبر عن حزب البعث الحاكم هناك، أما الثالثة فهى «الثورة» واسمها مأخوذ من الثورة التى قادها الرئيس حافظ الأسد، وتولى بعدها الحكم، فى بدء سبعينيات القرن الماضى.. وأما الأخيرة فهى «الوطن» وهو اسم موجود على صدر أكثر من صحيفة، فى أكثر من عاصمة عربية، وليس فى العاصمة دمشق وحدها.

وخلال أيامى فيها، كنت حريصاً على أن أبدأ اليوم بقراءة الصحف الأربعة من الجلدة إلى الجلدة، لأرى ماذا يقولون، على صفحاتها، وكيف يفكرون، وبماذا ينشغلون.

وفى أثناء الزيارة، كان عمران الزعبى، وزير الإعلام السورى، موجوداً فى طهران، ومن هناك نقلت الصحف الأربعة عنه التصريح التالى: أى حل للوضع فى بلادى يمس الشعب أو الحكومة أو الرئيس، هو حل ساقط!

وحين عاد كان لنا معه لقاء، فواجهته بأن كلامه، على نحو ما جاء فى الصحافة، يغلق أى باب للحوار مع المعارضة السورية السلمية غير المسلحة، لأنى أتصور ألا يكون هناك مساس بالشعب السورى، ولكنى لا أتصور أن تكون الحكومة، أو يكون الرئيس ذاته من حيث صلاحياته الحالية، بمنأى عن المس عند الرغبة الجادة فى الوصول لحل!

هو قال إنه لم يصرح بما جاء على لسانه، بالضبط، وإن كل ما يخص الحكومة أو الرئيس، مطروح لأى حوار تكون المعارضة الوطنية، السلمية، غير المسلحة، هى طرفه الآخر، مع مطلب مهم، هو أن يكون الحوار بين سورى وسورى، على مائدة واحدة، وألا يأتى أحد من المعارضة إلى المائدة، وفى ذهنه كلام مسبق يريد أن يفرضه.. وماعدا ذلك سهل ومتاح ولا مصادرة على أى شىء فيه.

وإذا كنت قد قلت فى هذا المكان، قبل أيام، إن العتاب السورى الأكبر علينا فى مصر، يظل حول عدم إلغاء قرار مرسى البائس بتخفيض مستوى العلاقات الرسمية، بين القاهرة ودمشق، من درجة سفير إلى درجة قائم بأعمال، فالعتاب الثانى حول أن تستضيف القاهرة مؤتمراً للمعارضة السورية، ثم لا تدعو الحكومة باعتبارها الطرف الثانى، إليه، وكأنها طرف غير موجود!.. ولابد أنه عتاب فى محله!

إن الرئيس السيسى موجود فى روسيا، اليوم، ومما جاء فى الإعلام عن الزيارة، نفهم أن سوريا ملف أساسى مطروح فى لقائه مع الرئيس الروسى، ومن المهم أن تعمل القاهرة إلى جوار موسكو، فى اتجاه طرح مبادرة لحل سياسى عملى مع وضع مائة خط تحت كلمة «عملى» لإنقاذ الشعب السورى والأرض السورية من إرهاب ينهشها من كل جانب!

لابد أن تكون القاهرة حاضرة هناك فى دمشق، وبقوة، لأن وجودها الحالى لا يرضيهم هناك، ولا يليق بنا، ولا بدورنا الواجب فى المنطقة، ولابد أن يكون حضوراً منسقاً مع كل عاصمة داخل المنطقة، أو خارجها، وصولاً إلى حل يوقف نزيف الدم السورى المتواصل، ثم لابد كذلك من الانتباه إلى أن الإصرار على إسقاط النظام الحاكم فى دمشق، كمدخل للحل، دون نظر إلى ما يجرى حوله على أرضه، قد يؤدى فى النهاية إلى سقوط الدولة نفسها وبقاء النظام على لا دولة.. وهذا ما لا يجب أبداً أن يكون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عتاب سورى علينا عتاب سورى علينا



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon