سليمان جودة
كيف حققنا ما حققناه فى قناة السويس الجديدة؟!.. حققناه بأن وضعنا لأنفسنا هدفاً واضحاً، فى 6 أغسطس الماضى، وقلنا إن هذا هو هدفنا إلى 6 أغسطس المقبل، ووفرنا الإمكانات والأدوات الكفيلة بتحقيقه، فصرنا حين دار العام دورته على مسافة أيام منه، بفضل الله تعالى، أولاً، ثم بفضل إرادة سياسية قوية، ومن ورائها إرادة شعب بالقوة نفسها.
هذا، بالضبط، ما أريده فى قطاع السياحة، لأن عندى يقيناً فى أن الـ30 مليار دولار، التى قلت عنها فى هذا المكان، قبل أيام، إنها السقف الطبيعى لنا سياحياً، إنما هى مضمونة، وممكنة تماماً، بشرط أن نبدأ الطريق إليها، منذ الآن، وأن يكون طريقنا إلى هذا السقف بالطريقة ذاتها التى اتبعناها فى قناة السويس، بعد أن ثبت لنا، أنها ناجحة وأنها منجزة.
وفكرة البداية التى أتمنى أن تكون حاضرة لدى الرئيس، ثم لدى المهندس محلب من ورائه، أن رجلاً واحداً لابد أن يكون مسؤولاً عن وزارتى السياحة والطيران معاً، وأن تكون الوزارتان فى أقرب فرصة ممكنة، وزارة واحدة، لا وزارتين، وأن يتم ذلك سريعاً، لأنه لا وقت عندنا نضيعه.
لماذا أقول هذا الكلام؟! أقوله لعدة أسباب منطقية ووجيهة، أولها أن ذروة نجاح فكرة كهذه، كانت وقت أن كان فؤاد سلطان، وزيراً للسياحة والطيران معاً، ومن السهل أن نطلب إحصاءات وأوراق وأرقام تلك الفترة، لنرى ذلك بوضوح.
والسبب الثانى، أن علينا أن نلتفت إلى أن الطيران هو وسيلة السائح الوحيدة للمجىء إلينا، لا البر، ولا البحر، وأن مصر للطيران فى حاجة إلى شيئين أساسيين: إما أن تنشئ لها خطوطاً جديدة، لخدمة السياحة بشكل مباشر، باستحداث رحلات طيران جديدة، كأن يكون هناك - مثلاً - خط مباشر بين موسكو وشرم، إغراءً للسائح الروسى، وإما أن تنشأ إلى جوارها شركة طيران وطنية أخرى، لخدمة هذا الغرض، وللوصول إلى محطات، لا تصل إليها مصر للطيران حالياً، وتستطيع أن تكون أخف حركة من مصر للطيران، وأن تخدم حركة السياحة لنا، بشكل حقيقى وسريع.. وهذا كله، لن يكون ممكناً إلا إذا اجتمع أمر الوزارتين فى يد رجل واحد، يستطيع عندها أن يقنع الرئيس، ورئيس وزرائه، بالفكرة، وأن يذهب إليها من أقصر طريق، لأننا أحوج الناس إليها، ولأن سقف الـ30 ملياراً، من خلال 30 مليون سائح، لا يجب أبداً أن يغيب عن أعيننا.
جرّبوا من فضلكم، هذه الفكرة، لأن عائدها كبير للغاية، ولأنها مُجرَّبة من قبل، وثابت نجاحها، ولأن حكومة الدنمارك التى تشكلت منتصف رمضان، كانت من 16 وزيراً فقط، بما يقول لنا، إن اختزال عدد وزاراتنا، وأولاها السياحة والطيران، على الطريقة الدنماركية، سوف يتيح لنا ضرب عدة عصافير بحجر واحد.