توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فكرة لخالد حنفى!

  مصر اليوم -

فكرة لخالد حنفى

سليمان جودة

مررت فى باريس، نوفمبر الماضى، على سوق تبيع كل شىء لـ«ست البيت»، وفى طريق عودتى على السوق نفسها، بعد ساعتين، فوجئت بأن المكان صار خالياً تماماً، وكأن الأرض قد انشقت وابتلعت السوق ومعها زبائنها، ولم تكن هناك ورقة فى حجم كف اليد فى المكان الممتد بكل أرجائه!

سألت، فعرفت أن هذه السوق تنعقد كل يوم أحد، من الثامنة صباحاً، إلى الرابعة عصراً، وأنها ليست السوق الوحيدة فى أحياء العاصمة الفرنسية، وأن الفكرة فيها تقوم على أن تشترى ست البيت حاجتها، من منتجيها مباشرة، وأن ذلك يهبط بالسعر إلى النصف، أو ما هو أكثر من النصف تقريباً، وأن ذلك يقضى على الوسيط السمسار بين المنتج للسلعة، وبين مستهلكها، فهذا الوسيط عندنا، على سبيل المثال، يرفع سعر السلعة.. أى سلعة.. أربعة أو خمسة أضعاف على الأقل!.. بينما حكومتنا تتفرج عليه!

الفكرة كما ترى عملية جداً، وبسيطة للغاية، ويمكن نقلها إلينا، بدلاً من عربات الشباب التى سوف تزيد زحمة المرور، مرة، وسوف تكون مرة أخرى، محل ملاحقة، وربما خناقات مع الشباب، من جانب الباعة الجائلين، الذين يمكن أن يروا فيها قضاء على مصادر أرزاقهم.. ثم إنها، أقصد فكرة أسواق باريس المنتشرة بين الأحياء، أفضل من حكاية السلاسل التجارية الصغيرة، التى تفكر فيها الحكومة، لأن سلاسل كهذه سوف تقطع أيضاً أرزاق البقالين الصغار، وربما تحولهم فى النهاية إلى عاطلين!

إننى أضع الفكرة أمام المهندس شريف إسماعيل، ثم أمام الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، وأظن أنها جديرة بالدراسة ثم جديرة بالأخذ بها، لو أننا فكرنا فيها جيداً، ثم فكرنا فى عائدها على قضية الأسعار بوجه عام.

وإذا سأل أحد عن الكيفية التى يمكن أن نطبق بها هذه الفكرة الباريسية عندنا، فسوف أقول إنها سوف تبدأ باختيار شارع يخدم ثلاثة أو أربعة أحياء متجاورة، ليكون هو الذى تقام فيه السوق، فى يوم محدد أسبوعياً، وخلال ساعات محددة بالدقيقة من النهار، وسوف يكون على كل بائع أن ينظف مكانه تماماً، عند مجىء موعد انفضاض السوق، وسوف تكون على عربات البلدية أن تتكفل بالباقى، ليعود الشارع نظيفاً إلى طبيعته الأولى، كما رأيت بعينى فى باريس.. فلا تكاد تصدق، وأنت ترى المكان هناك، فى الرابعة مساءً، أن سوقاً كانت هنا، أو أن زحاماً بالمئات كان يملأ المكان قبل ساعات!

ومن بين مزايا الفكرة أنها سوف تدعم المنتج ذاته، لأنه أقل الحلقات عندنا استفادة من سعر السلعة، ولأنه هو أحوج الحلقات كلها إلى دعم الدولة بجد، وهى سوف تدعمه، عندما تختار له أماكن ثابتة، ومتعددة، يبيع فيها منتجاته، أسبوعياً، وبسعر أعلى نسبياً مما يبيع به حالياً للوسيط الجشع!

لا يليق بنا أن نتعامل مع قضية الأسعار، وكأننا نحن الوحيدون، الذين نبيع ونشترى فى الكون.. إن لدى الآخرين أفكاراً جاهزة، وناجحة فى مكانها، ولا تحتاج منا شيئاً، سوى أن نتعب أنفسنا قليلاً، وننظر حولنا، ونستخدم عقولنا التى فى رؤوسنا.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة لخالد حنفى فكرة لخالد حنفى



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon