توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلوس حسن الشافعى

  مصر اليوم -

فلوس حسن الشافعى

سليمان جودة

أجد نفسى مضطراً لإعادة تذكير الذين يعنيهم الأمر فى الدولة، بأن الأجهزة المختصة فى فرنسا أجبرت رئيس الوزراء هناك، قبل أسبوعين من الآن، على إعادة 2500 يورو حصل عليها من المال العام، دون وجه حق، وقد أعادها فعلاً.. وفوراً!

القصة رويتها فى هذا المكان، فى وقتها، وأعود إليها لسبب قوى سوف نراه حالاً، ولكنى فقط أنبه إلى أن المسألة مع رئيس الوزراء الفرنسى لم تكن مسألة 2500 يورو، فهو مبلغ يساوى بالكاد 25 ألف جنيه مصرى تقريباً، وهو بالتالى مبلغ متواضع، إذا ما قورن بما نسمعه عن وقائع إهدار المال العام بالملايين، وربما بمئاتها، هنا أو حتى فى الخارج!

الحكاية هى حرمة المال العام كفكرة، والحكاية هى أيضاً أن الحكومة عليها أن تدرك أن التسامح فى إهدار جنيه واحد لا يختلف عن التسامح فى إهدار مليون جنيه والحكاية تظل فى النهاية تعبيراً عن مبدأ تأخذ به الحكومة، حيال مالها العام، وبحزم، أو لا تأخذ، بصرف النظر تماماً عما إذا كان المهدر جنيهاً، أو مليوناً!

رئيس وزراء فرنسا كان قد اصطحب معه ابنيه من باريس إلى برلين، على طائرة دفعت الدولة قيمة استئجارها لمهمة عمل كان عليه أن يقوم بها، ولما كانت الطائرة، فى هذه الحالة، طائرة للدولة، ولما كان المال الذى جرى استئجارها به مالاً عاماً، فإن رئيس الحكومة قد وجد من يقف فى وجهه، فى الحال، ويقول له بأعلى صوت: قف.. فأنت من حقك أن تصطحب معك ابنيك، ولكن ليس على حساب الدولة، وبما أنك فعلت ذلك، فقيمة التذكرتين لهما، هى كذا باليورو وبالسنت الواحد.. وكذا هذا إنما هو مال عام والمال العام مكانه خزانة الدولة، وليس مكانه فى جيبك!

عبارة كهذه، يريد كل مصرى أن تكون هى الحاكمة لعمل حكومتنا، فى كل موقف دون استثناء، وعبارة كهذه، نريد من الحكومة أن تسعف بها الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إزاء الدكتور حسن الشافعى، رئيس مجمع اللغة العربية، ليعيد إلى خزانة الجامعة 387 ألف جنيه، حصل عليها دون وجه حق، من المال العام!

فالدكتور الشافعى كان رئيساً للمجمع، ولايزال، ولكنه فى الوقت نفسه كان يشغل وظيفتين أخريين، إحداهما وظيفة أستاذ فى الجامعة، والثانية وظيفة رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، وكان يتقاضى عنهما أجراً، وفى الحالتين كان موقفه مخالفاً لنص القانون 168 لعام 1958، الذى يحظر الجمع بين وظيفتين، حظراً صريحاً لا لبس فيه!

الدكتور حسن تقاضى من الجامعة 387 ألف جنيه دون أدنى حق، وعندما تصدت له إدارة الجامعة لم يعجبه الأمر، رغم أنها طبقت المبدأ عليه، وعلى عشرات آخرين من الأساتذة الذين لا يجدون أى حرج فى ملء جيوبهم بالمال الحرام!

يريد المصريون أن يستيقظوا فى كل صباح على واقعة جديدة، تقول لهم الحكومة من خلالها إن المال العام خط أحمر، لا يجوز الاقتراب منه، بأى حال، حتى ولو كان بالقرش والمليم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلوس حسن الشافعى فلوس حسن الشافعى



GMT 08:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 08:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 08:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 08:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon