توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قالها بعظمة لسانه!

  مصر اليوم -

قالها بعظمة لسانه

سليمان جودة

فى آخر زيارة له إلى سوريا ، كان أحمد داوود أوغلو ، رئيس وزراء تركيا الحالى، يحمل طلباً محدداً إلى الحكومة فى دمشق!

وقتها، كان أوغلو وزيراً للخارجية، وكان ذلك قبل بدء الرياح العاتية، التى تضرب الأرض السورية من كل اتجاه حالياً، وكان الوزير التركى يحمل رسالة من رئيس وزرائه فى ذلك الوقت، أردوغان، وكانت الرسالة تطلب، بصراحة، إشراك الإخوان فى الحكم!

الطلب نفسه تطور لاحقاً، ودخل عليه تعديل شكلى، خصوصاً من جانب إدارة الرئيس أوباما، وأصبح كالآتى: دمج الإخوان فى العملية السياسية!

والتعديل الذى دخل عليه لم يحدث إلا اضطراراً، وإلا بعد أن فشل الإخوان فى الحكم، وإلا بعد أن لفظهم المصريون إلى غير رجعة، فأصبح الشعار الأمريكى الإخوانى أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله!

غير أن الطلب التركى الواضح من الحكومة فى سوريا، منذ وقت مبكر، لا يجب أن يغيب عن أذهاننا، لأنه يفسر لنا أشياء كثيرة جرت بعدها، على طريقة ما يحدث فى السينما، عندما يأتى لك المخرج بمشهد من دقائق، فى بداية الفيلم، يفسر أمامك، فيما بعد، أحداث العمل الفنى كله، من بدايته إلى النهاية بامتداد ساعتين!

هذا الطلب الذى كان أوغلو يحمله، والذى واجه رفضاً قاطعاً فى دمشق، يشرح لنا ويبين أن حالة الجنون التى لاتزال تصيب أردوغان، كلما جاءت سيرة للإخوان أمامه، ليست لحظية، ولا هى بنت وقتها، وإنما هى حالة معبرة عن خيبة أمل كبرى، أصابته فى مشروع حياته السياسى، الذى كان قد أقنع الإدارة الأمريكية به، والذى كان يبنى عليه كل آماله فى الحكم!

وهذا الطلب ذاته يجعلنا نفهم، الآن، بطريقة «الفلاش باك» السينمائية، لماذا كانت أول زيارة قام بها أوباما، بعد فوزه بالرئاسة فى بلاده، عام 2008، إلى تركيا تحديداً؟!

وهذا الطلب التركى المبكر من سوريا، والذى قد ننساه، فى زحام ما حولنا من أحداث، بامتداد ما يقرب من خمس سنوات مضت، يسلط أضواء كافية حول الأسباب التى كان أردوغان من أجلها يستعجل تخلى مبارك عن الحكم، فى فبراير 2011، فلقد كان الإخوان جاهزين فى جيبه.. جيب أردوغان.. ومن ورائه فى جيب أوباما وإدارته الحاكمة!

وهذا الطلب نفسه، الذى ردته سوريا فى وجه أردوغان، يفسر لك أسباب مجىء المنضمين إلى داعش فى سوريا، من داخل تركيا، وعبر الحدود التركية وحدها.. فالمسكين فى أنقرة لايزال يتصور أن ما لم يحصل عليه، عن طريق الإخوان فى سوريا، وفى غيرها من بلاد العرب، يمكن أن يتاح له عن طريق «داعش»!.. وهل ننسى أن يوسف القرضاوى قال بعظمة لسانه إن «أبوبكر البغدادى»، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، كان إخوانياً فى شبابه؟!.. لا.. لا يجب أن ننسى أبداً، وعلينا أن نربط الأشياء بعضها ببعض!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالها بعظمة لسانه قالها بعظمة لسانه



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon