توقيت القاهرة المحلي 04:33:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ينام الرئيس؟!

  مصر اليوم -

كيف ينام الرئيس

سليمان جودة

أنا مستعد لأن أصدق أن التعليم يمثل أولوية عند الرئيس.. مستعد لأن أصدق ذلك، بل مستعد لأن أبصم عليه، ثم إنى مستعد لأن أدعمه لأبعد حد.. غير أنى، فى الوقت نفسه، أدعوك بكل أمانة إلى أن تحاول فهم معنى ما يلى:

فلقد وافق مجلس الوزراء، حسب تصريح صادر عن الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، على اعتماد خمسة مليارات جنيه لتنفيذ المرافق فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهى بالمناسبة مليارات خمسة مدرجة فى الميزانية الحالية للدولة!

سوف تسألنى: وماذا فى ذلك؟!.. وسوف أقول إنه لا شىء فى ذلك أبداً، بل لا شىء فى أن نخصص ضعف هذا الرقم للعاصمة إياها، إذا كانت هذه المبالغ الضخمة زائدة عن حاجتنا، أو إذا كنا لا نحتاج المليارات الخمسة، وبإلحاح، فى مكان آخر يدعونا الحال فيه إلى أن نخجل من أنفسنا.

وسوف تسألنى عن هذا المكان الآخر، فأرجوك أن تعود إلى لقاء الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، مع الصحافة يوم الأحد الماضى.

ماذا قال الوزير يومها؟!.. قال الرجل أرقاماً لابد أن تمثل وجيعة لكل مسؤول لديه ضمير فى هذا البلد، ولابد لأى مسؤول، عنده إحساس بالمسؤولية تجاه وطنه، ألا ينام بعدها.

قال الوزير الشربينى إن الكثافة فى مدارس الجيزة وصلت إلى 120 تلميذاً فى الفصل الواحد!.. وهو معدل كثافة ليس موجودا فى مزارع الفراخ.. نعم.. ففى أى مزرعة دجاج لا يمكن لصاحبها أن يضع 120 دجاجة فى أى مساحة تعادل مساحة الفصل فى مدارسنا!

سيادة الرئيس: كيف تنام وأنت تعرف أن 120 من أبنائك محشورون فى كل فصل من فصول مدارس الجيزة، وفى الوقت نفسه تسمح بأن تنفق الدولة، وبموافقتك، خمسة مليارات على العاصمة الجديدة؟!.. أيهما أولى يا سيادة الرئيس؟!.. بناء سبعة آلاف مدرسة قال الوزير إننا فى حاجة عاجلة إليها لتصل الكثافة إلى المعدل المعقول، أم تخصيص خمسة مليارات جنيه لمرافق العاصمة الجديدة؟!

كيف يأتيك النوم، يا سيادة الرئيس، وأنت ترى هذا الخلل الفادح فى أولوياتك، بعينيك، ثم توافق عليه، وتباركه، ولا توقفه على الفور؟!

نبنى سبعة آلاف مدرسة، أو حتى نصف العدد، أو ربع الرقم، ليتلقى أبناؤك الأطفال تعليمهم فى فصول آدمية، فيذكر التاريخ ذلك لك فيما بعد، أم نبنى عاصمة إدارية جديدة، ونخصص لها، ابتداءً، خمسة آلاف مليون جنيه؟!.. كيف تنام يا سيادة الرئيس بينما هذا الخلل، بكل ما فيه من بشاعة، قائم فى البلد، وتحت مسؤوليتك وأنت قادر على إصلاحه فوراً لو أردت؟!

يجوز أنك، يا سيادة الرئيس، لم تكن تعرف خللاً بهذه الفداحة، ولذلك أبرئ نفسى وأضعه بكل بشاعته بين يديك، لعلك تبرئ نفسك أنت أيضاً من وضع لا يليق بك أن تراه، وتعرفه، ثم تسكت.. لا يليق بك أبداً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ينام الرئيس كيف ينام الرئيس



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon