توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس!

  مصر اليوم -

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس

سليمان جودة

فى مشروع الموازنة العامة الجديدة للدولة، الذى تلقاه الرئيس من الحكومة قبل أيام، ليعيده إليها بالموافقة أو الرفض، تقدير مختلف تماماً حجم الإنفاق العام على الصحة، وعلى التعليم، وعلى البحث العلمى!

هذه الموازنة الجديدة سوف يجرى العمل بها، فى حالة موافقة الرئيس عليها، ابتداءً من يوليو المقبل، وسوف يكون علينا أن نعرف أنها تتضمن للمرة الأولى فى تاريخ موازنات الدولة العامة، إنفاقاً عاماً على هذه الأوجه الثلاثة يصل إلى 10٪ من إجمالى الناتج المحلى، ولا يقل عنها!

والحكومة لا تأخذ بهذه النسبة، فى الموازنة العامة، لأنها كحكومة تحب الصحة، أو تحب التعليم، أو تحب البحث العلمى إلى هذا الحد، إذ لو كان الحال كذلك، لكانت قد خصصت مثل هذه النسبة، أو أكثر منها، من زمان، من تلقاء نفسها، ودون أن يلزمها دستور أو قانون بذلك.

ولكنها تخصصها لأن الدستور الجديد، الذى جرى إقراره فى يناير قبل الماضى، يرغمها على ذلك صراحة، من خلال نص صريح فيه!

والمسألة بالنسبة لهذه الملفات الثلاثة ليست فى أن تنفق عليها الكثير وفقط، وإنما فى أن تكون وأنت تنفق كدولة، تعرف لماذا تنفق، وأين يجب أن تنفق، وما هو الغرض فى النهاية من إنفاقك على صحة الناس، وعلى تعليمهم، وعلى بحثهم العلمى!

وإذا اتفقنا على أن التعليم بوجه خاص، هو مدرس، وهو منهج يدرسه الطالب، وهو مدرسة يتلقى فيها الطالب دروسه، فلابد أن علينا ونحن نخصص نسبة بهذا الحجم فى دستورنا، أن نحدد مسبقاً ماذا نريد للمدرس، وماذا نريد للمنهج، وماذا نريد للمدرسة.. لابد!

والسؤال بالنسبة للمنهج - مثلاً - يظل عما إذا كنا قد أخضعناه لمراجعة شاملة حقاً، بحيث ننفق عليه، حين ننفق، ونحن مطمئنون إلى أن إنفاقنا العام عليه، بهذه النسبة العالية الواردة فى الدستور، إنما هو إنفاق عام فى محله، وإنفاق عام له حصيلة إيجابية فى غاية المطاف؟!.. هل أخضعناه لمراجعة شاملة حتى نكون على يقين من أن الإنفاق عليه هو إنفاق فى موضعه تماماً؟!

مثلاً.. كتاب التاريخ المقرر على الصف السادس الابتدائى يقول وهو يقدم للطلاب ما حدث فى 30 يونيو 2013، إن كل ما حدث يومها أن محمد مرسى عرض على المعارضة الحوار، وأنها رفضت الحوار، فنزل المصريون إلى الشارع!!.. فهل بالله عليكم هذا هو كل ما حدث؟!.. وهل عرض «مرسى» وقتها الحوار، على المعارضة، فرفضت هى؟!

إن تقديم ما حدث لطلابنا على هذا النحو، يوحى بأن «مرسى» كان على حق، وأن المعارضة هى التى أخطأت، وأنها هى التى كانت رافضة للحوار مع رئيس الدولة وقتها، وأنها... وأنها... إلى آخر ما يختزل ما جرى يومها، وهو ضخم، فى أشياء فرعية، وغير حقيقية، ولا تمثل الحقيقة الحية فيما جرى!

هل منهج مقرر كهذا هو الذى سوف تنفق عليه الدولة الشىء الفلانى فى موازنتها العامة الجديدة؟!.. وهل سيضع الرئيس توقيعه بالموافقة على الموازنة العامة الجديدة، من أجل الإنفاق العام، بالشىء الفلانى على هذا التزييف لوعى الطلاب؟!.. إن هناك بالطبع الكثير من التزييف، فى مواضع أخرى من المقرر، مما أشرت إليه من قبل فى هذا المكان، ومما أشير إليه اليوم، ومما سوف أظل أشير إليه بإذن الله، لعل أحداً فى هذا البلد يغار، كما يجب، على مستقبل أبنائه!

إذا كان الأمر كذلك بالنسبة للمنهج، فإننى أدعو الرئيس، صادقاً، إلى ألا يوقع على الموازنة العامة الجديدة، حتى يتيقن من أنه ينفق على شىء يستحق فعلاً، وحتى يتيقن من أننا لن ننفق الفلوس فنهدرها، ونكون كمن خسر فلوسه فى المحكمة وخسر معها القضية أيضاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس لا توقِّعها يا سيادة الرئيس



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon