توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا نحن.. ولا إيران!

  مصر اليوم -

لا نحن ولا إيران

سليمان جودة

مؤسف جداً أن يعلن الشيخ يوسف القرضاوى، يوم 26 يناير الماضى، أنه نادم على السنوات التى قضاها فى التقريب بين السنة والشيعة، لأنها كانت فى تقديره سنوات بلا نتيجة، وبلا حصيلة، ولأن الطرف الآخر هو الذى استفاد منها، ولأننا لم نستفد من ورائها شيئاً فى النهاية!

مؤسف جداً له، كداعية، ومؤسف جداً لنا نحن، كعرب، لأن الانسياق وراء ندمه يعنى أننا، بوعى أو دون وعى، سوف ننفذ بأيدينا ما يراد لهذه المنطقة من جانب أعدائها الذين يرغبون فى تمزيقها!

إن أحداً منا لا يتقبل، فى أى لحظة، محاولات بسط النفوذ التى لا تتوقف عنها إيران فى الخليج، وفى غير الخليج، ولكن الرفض الكامل لمثل هذه المحاولات، وكشفها أولاً بأول، لابد أن يكون على المستوى السياسى وحده، وأن يقوم به الساسة وحدهم، وأن ينهض به السياسيون بمفردهم.. أما رجال الدين، مثل القرضاوى، أو غير القرضاوى، فالمفترض أنهم أهل تقريب لا تفريق، والمفترض أيضاً أن يعملوا طوال الوقت فى اتجاه ردم الفجوة بين السنى والشيعى وبأى طريقة، ومن كل سبيل، وليس توسيعها تحت أى ظرف!

إننى أكتب كلمة «سنى» ثم كلمة «شيعى» فى هذه السطور مضطراً، لأنى لا أحب أبداً أن أرددهما، كما أنى على يقين من أن دفعنا إلى ترديدهما فى حديثنا اليومى مقصود تماماً، لعل المسلم يقع فى المسلم، وهذا هو المراد فى غاية المطاف!

ولست أفهم، إلى الآن، كيف يكون الرب للطرفين واحداً، ولا كيف يكون الرسول، عليه الصلاة والسلام، واحداً، ولا كيف يكون الكتاب المنُزل من السماء واحداً، ثم يكون بينهما خلاف أصلاً!.. كيف؟!

ولا أراهن على جهة فى هذا الاتجاه، قدر رهانى على الأزهر الشريف، لأنه بيت لكل مسلم، أياً كان مذهبه، ولأنه بمكانته بين جميع المسلمين، ثم بتاريخه لأكثر من ألف عام، مؤهل جداً لأن يكون هو «الجامع» بين المسلمين فى أى أرض كانوا، لا المفرق بينهم تحت أى ذريعة!

كنت أتوقع أن يقول الأزهر، فى بيان واضح، يوم 27 يناير، أى فى اليوم التالى مباشرة لكلام القرضاوى، إن فشل محاولات التقريب، أو انعدام حصيلتها، أو عدم وصولها إلى نتيجة، لا يجوز أبداً أن يسلمنا لليأس، ولا يجب أبداً أن يجعلنا نكفر بالتقريب كفريضة فى هذا الميدان، ولا ينبغى مطلقاً أن يصيبنا بالإحباط، لأن اليأس، ومعه الإحباط، ومعهما الكفر بعدم قدرة محاولات التقريب على إنجاز شىء.. كلها.. كلها يراد لنا أن نقع فيها، وألا يلتقى مسلمان إلا ليقتتلا، أو ليختلفا على الأقل!

طموح طهران سياسياً، فى دول بالمنطقة، مرفوض بالثلاثة، وتوظيفها الدين فى هذا السبيل موضع رفض كامل من كل عربى، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن هناك من يغذى هذا الخلاف دينياً من خارج المنطقة، ثم يخلط فيه الدين بالسياسة، ليكون هو وحده المستفيد، لا نحن العرب، ولا إيران!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا نحن ولا إيران لا نحن ولا إيران



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon