توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للمخرِّبين فى بلدنا حزب!

  مصر اليوم -

للمخرِّبين فى بلدنا حزب

سليمان جودة

لا جديد فى هذا الكلام الفارغ، الذى يردده شيوخ فى التيار السلفى، هذه الأيام، عن عيد شم النسيم، وعن احتفالات المصريين فيه، بمَنْ فيهم، بل فى القلب منهم، الإخوة الأقباط!

لا جديد فيه، لأنه قيل من قبل، والغالب أنه سوف يظل يقال، لسنوات مقبلة، إلى أن يكون عندنا قدر من التعليم الجيد بما يتيح للمواطنين جميعاً أن يدركوا تلقائياً أنه كلام ساقط، وأنه لا يستحق التوقف أمامه، ولا الالتفات إليه، ولو للحظة، ولا تكون له بالتالى، ولا لقائليه، أى قيمة!

لا جديد فيه، لأنه كلما قيل على لسان شيوخ، المفروض أنهم يدعون بيننا إلى ما قاله الله تعالى، وما قاله رسوله الكريم، كلما جعلك أكثر تمسكاً بأن تهنئ كل قبطى بالعيد، وأن تشد على يديه، وأن تطلب منه صادقاً أن يضع مثل هذا الكلام الهابط تحت قدميه!

لا جديد فعلاً.. إنما الجديد حقاً أن يكون التيار الذى ينتمى إليه أمثال هؤلاء الشيوخ صاحب حزب فى حياتنا السياسية، وأن يكون الحزب من بين الأحزاب المعترف بها، وأن يكون أيضاً من بين الأحزاب المدعوة على مائدة رئيس الحكومة، للكلام فى الشأن السياسى!

وللأمانة، فإن المسؤولية هنا ليست على رئيس الحكومة، لأن المهندس محلب جاء إلى رئاسة الوزارة بينما الحزب موجود أصلاً فى الحياة العامة، ولذلك فإن حكاية هذا الحزب تعلو، من حيث المسؤولية عنها، رئاسة الوزارة كلها!

وكنت أتمنى لو أن الذين لاموا رئيس الحكومة على توجيه الدعوة إلى الحزب الذى يدعو لأفكار السلفية الممقوتة بيننا، ليكون موجوداً فى حواره مع الأحزاب، قبل أيام، قد وجهوا اللوم لمن هو أعلى من رئيس الوزارة حتى توضع الأمور، عندئذ، فى نصابها الصحيح.

ولابد أننا مضطرون، فى كل مرة نفتح فيها ملف حزب «النور» السلفى، إلى القول بأنه لا أحد أبداً ضد أن يمارس المواطن السلفى العمل السياسى، ولا أحد أبداً ضد أن يكون المواطن السلفى منخرطاً فى حزب، ولا أحد أبداً ضد أن يكون المواطن السلفى موجوداً فى حياتنا السياسية العامة.. فما نحن ضده، بكل قوة، هو أن يكون مثل هذا الوجود متصادماً مع مادة صريحة فى الدستور، تؤدى حين تطبيقها إلى حل فورى لحزب هذه هى طبيعته، ليتشكل من جديد بعدها، بما يتفق مع نصوص الدستور، ومع صحيح القانون، هذا هو كل ما فى الأمر!

وعندما أعلن الرئيس، قبل أسبوع، أن «المواءمات» التى كانت الدولة تمارسها مع التيار الدينى المتأسلم، زمان، لن يكون لها مكان بيننا، الآن، ولا فى المستقبل، قلت له فى هذا المكان، وقتها، إنه مما يؤسف له أن «المواءمات» إياها، رغم أنها أدت إلى كوارث نعيشها ونعانى منها بامتداد أربع سنوات، وأكثر، إلا أنها لا تزال قائمة، ولكنها بدلاً من أن تكون «مواءمات» مع الجماعة الإخوانية، فيما قبل 25 يناير، صارت «مواءمات» مع الجماعة السلفية فى أيامنا!

إن أقل ما يمكن أن يوصف به هؤلاء الشيوخ السلفيون الذين يقذفون بكلامهم المقرف، عن عيد شم النسيم، وعن غير عيد شم النسيم، فى وجوهنا، أنهم مخرِّبون بامتياز، وحين يكون للمخرِّبين حزب يمارسون من خلاله نشر أفكارهم التخريبية، فى كل مكان، وبتصريح من الدولة هكذا، فإن لله الأمر من قبل ومن بعد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمخرِّبين فى بلدنا حزب للمخرِّبين فى بلدنا حزب



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon