توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو أنى فى مكان الرئيس

  مصر اليوم -

لو أنى فى مكان الرئيس

سليمان جودة

إذا كان هناك أحد قد أشار على الرئيس بأن يطلب منا، فى كلمته يوم السبت، أن نصبر، فهذا الأحد قد أخطأ تماماً.. لماذا؟!.. لأن الثابت، حتى الآن، أن المصريين صابرون بما يكفى، وأنهم عازمون على أن يصبروا أكثر وأكثر، لسبب بسيط وعميق معاً، هو أنهم على قدر هائل من الثقة فى رجل اسمه عبدالفتاح السيسى، كما أنهم مستعدون لأن يخوضوا من ورائه البحر.

ولابد أن هناك ثلاثة مواقف تشير كلها إلى حجم هذه الثقة فى الرجل، بأقوى بنان.. أما أول موقف فهو رفع الدعم، فلو حدث هذا على يد رجل غير السيسى لكان للمواطنين رد فعل آخر، وأما الثانى فهو انقطاع الكهرباء الخميس الماضى، ففى ذلك اليوم أظلم البلد كله تقريباً، ومع ذلك فإن الملايين تحملوا، ولايزالون على استعداد لأن يتحملوا، ثم جاء الموقف الثالث متجسداً فى شهادات استثمار القناة، التى اشترى منها المصريون بستة مليارات من الجنيهات، فى صباح واحد.. والغريب، بل العجيب، أنه كان هو نفسه صباح يوم الإظلام وانقطاع التيار!

هل هناك صبر أعظم من هذا يا سيادة الرئيس؟! إن خطابك معهم معناه أنهم لم يصبروا، وهو الشىء غير الصحيح، فقد صبروا، ويصبرون، وسوف يصبرون.. والمهم أن تترجم أنت هذا الصبر إلى أشياء تجعل أمده قصيراً نسبياً، لا طويلاً بلا أفق نراه!

ولست أبالغ إذا قلت إن الخطوات المقابلة، من جانب الرئاسة، ومن جانب الرئيس بشكل خاص، لاتزال فى حاجة إلى أن تستغل مساحة الثقة لدى الناس فيه، بشكل مغاير ومختلف.. ولايزال هو فى حاجة إلى قرارات يشعر منها الصابرون بأن صبرهم له ترجمة قوية عنده، وبأنه يتصرف بجرأة، وجسارة، وشجاعة غير مسبوقة، لأنه يعلم أن عليه أن يتصرف على هذا النحو، ولأن وراءه رجالاً من المصريين، سوف يكونون ظهيراً وسنداً له فى كل أحواله!

مثلاً.. الرئيس فى حاجة، وبسرعة، إلى إحياء مشروع قديم كان قد بادر به، وأقصد مشروع اللمبات الموفرة التى من شأنها أن تخفف عن المحطات، إذا كانت المسألة مسألة إفراط فى استهلاك الطاقة منا.. وهنا أسأل الرئيس: لماذا لا تعهد بحكاية كهذه إلى اثنين أو ثلاثة من القادرين بيننا، وعندها سوف يكون كل واحد منهم قادراً على أن يغرق البلد بلمبات من هذا النوع، وسوف ينخفض استهلاك الكهرباء، بما يخفف ضغط الأزمة علينا، وبما يعطى الوزارة فرصة لإنشاء محطات جديدة، وصيانة القديم منها، وبما يجعلنا نلتفت إلى مشاكل أخرى نسيناها فى غمرة الانشغال بالكهرباء وسنينها!

مثال آخر.. لماذا لا يطلب الرئيس من وزير الكهرباء تصميم حملة إعلامية طويلة النفس، تلفت فى إلحاح نظر كل صاحب بيت إلى ضرورة أن يطفئ لمبة فى بيته.. لمبة واحدة.. ثم تنبه الناس إلى معنى وعواقب ذلك، وإلى أهمية أن يضىء كل مواطن المكان الجالس فيه فقط فى بيته، لا أن يكون جالساً فى الصالة، ثم يضىء المطبخ، والسفرة، وغرف النوم، والبلكونات، دون أدنى مبرر؟!

مثال ثالث.. لماذا لم يطلب الرئيس سرعة مراجعة كشوف جميع الذين جرى تعيينهم فى أجهزة الدولة فى أثناء السنة التعيسة للإخوان، على مستوى جميع الوزارات، لا على مستوى الكهرباء وحدها.. إننا لا نطلب نفى أو طرد أحد أبداً، ولكن نطلب إبعادهم مرحلياً على الأقل عن مواقع التأثير فى الوزارات، حتى لا يكونوا معطلين لنا عن قصد وعن تدبير، ونحن لا ندرى؟! مثل هذه المراجعة الشاملة مطلوبة، ودون إبطاء، لأن الملايين السبعة من الموظفين، فى جهاز الدولة، ولا أقول العاملين فيه، فيهم الطابور الخامس الذى لا يريد لنا خيراً، وفيهم الذى جرى وضعه فى مكانه لأنه إخوانى، لا لأنه «مصرى»، وهذا الأخير هو فقط الذى نريده، ونبحث عنه.. نريد المواطن الذى يرتفع بمصريته الصادقة على كل ما عداها، فهى وحدها حصنه، وحصننا كلنا من أى عبث يمارسه الإخوان، أو غير الإخوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو أنى فى مكان الرئيس لو أنى فى مكان الرئيس



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon