توقيت القاهرة المحلي 03:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو يسمح هانى قدرى!

  مصر اليوم -

لو يسمح هانى قدرى

سليمان جودة

ما نعرفه أن مشروع الموازنة العامة للدولة، فى العام الحالى الجديد 2015-2016، تم رفعه من الحكومة إلى رأس الدولة، والمهم فى الموضوع أن المشروع الموجود أمام الرئيس يأخذ بما جاء فى الدستور الجديد، بكل ما يفرضه على حكومتنا، حين يكون عليها أن تضع موازنة الدولة فيما بعد إقراره كدستور.

لهذا السبب، يبدو الرأى العام فى مصر أحوج ما يكون إلى أن يخرج عليه الوزير هانى قدرى، ليتكلم إليه، ومعه، عما فى هذه الموازنة الجديدة، وعما يميزها عن موازنات سابقة، ثم عن الجديد فيها، ولم يكن موجوداً من قبل فى أى موازنة مضت!

أما الجديد الذى أقصده تحديداً، فهو تخصيص 10٪ من إجمالى الناتج المحلى للإنفاق على الصحة، والتعليم، والبحث العلمى.

إنه إنفاق عام غير مسبوق، من حيث حجمه، ولم يحدث فى أى موازنة عامة للدولة مرت بنا أن خصصت لهذه الملفات الثلاثة، نسبة إنفاق عام كهذه أبداً، بل إن هناك بيننا من رأى فيها نسبة إنفاق مبالغاً فيها، وأن الدولة حين تطبيقها سوف تكون أشبه بمن استضاف شخصاً فى بيته، وبدلاً من أن يقدم له دجاجة على الغداء، فإنه ذبح بقرة وقدمها له بكاملها!.. والمعنى أن الذين وضعوا المادة التى تنص على ذلك فى الدستور كانوا كرماء مع التعليم، ومع الصحة، ومع البحث العلمى، ربما بأكثر من اللازم!

ماذا أريد هنا من السيد هانى قدرى، وزير المالية؟!

أريد منه أن يشرح للناس معنى النص على تخصيص نسبة كهذه، من الإنفاق العام، على الميادين الثلاثة، وأريد منه أن يبين لنا ما إذا كان راضياً كل الرضا، وبصدق، عن مثل هذه النسبة، أم أنه يراها فى حاجة إلى إعادة نظر ومراجعة، وأريد منه ما هو أهم من ذلك كله، وهو أن يقول لنا، وبأمانة، ما إذا كان تخصيص هذه النسبة المحددة فى دستورنا يكفى وحده، أم أنه فى حاجة إلى خطوة أهم تتلوه، وهى أن يجرى الإنفاق على الوزارات الثلاث، وفق رؤية توضع مسبقاً، بحيث يكون الإنفاق العام فيها، وبهذا الكرم، له هدف محدد، ولا يكون إنفاقاً عاماً عشوائياً، فلا يحقق، عندئذ، الغرض من وراء إقراره والنص عليه صراحة فى الدستور!

لا يكفى بالنسبة لى كشخص أن يكون معى مال كثير، وإنما لابد أن أعرف كيف أنفقه، وأين، ولماذا؟!.. وهذا ما لا أتصور أنه، على مستوى الدولة، يمكن أن يفوت على وزير المالية، بشكل عام، ولا على هانى قدرى، بشكل خاص!

إن ذهاب ميزانية مضاعفة، فى الموازنة العامة الجديدة للدولة، إلى وزارات الصحة، والتعليم، والبحث العلمى، دون رؤية مسبقة تحدد أهداف مثل هذا الإنفاق بوضوح، سوف يجعل مادة الدستور التى تفرض إنفاقاً عاماً على الحكومة، فى هذا الاتجاه، وبهذا الحجم، مفرغة من المضمون، ونحن نريدها مادة بمضمون، ونريد من ورائها صحة بمضمون، وتعليماً بمضمون، وبحثاً علمياً بمضمون، ولهذا نريد من الوزير الهمام أن يتكلم، وأن يقول!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو يسمح هانى قدرى لو يسمح هانى قدرى



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon