توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس لأنه شاب.. ولا لأنه ثورى!

  مصر اليوم -

ليس لأنه شاب ولا لأنه ثورى

سليمان جودة

أسوأ ما يقال هذه الأيام، أن الذكرى الرابعة لـ25 يناير تأتى بينما أسرة مبارك خارج السجن، وشباب الثورة فى داخله!.. وهو كلام، كما ترى، فى حاجة إلى مراجعة أمينة مع النفس، من جانب الذين يرددونه، لأن أقل ما يمكن أن يوصف به مثل هذا الكلام، أنه حق يراد به باطل!

هو حق يراد به باطل، لأن الذين يرددونه، لو كانوا أمناء مع أنفسهم حقاً، لقالوا لنا ما إذا كان مبارك قد أخرج نفسه من السجن، وهو لم يخرج بعد على أى حال، أم أن القضاء هو الذى أعلن قبول الطعن الذى تقدم به الرئيس الأسبق، وقرر إعادة محاكمته فى قضية القصور الرئاسية من جديد، بعد أن كان قد أدانه ابتداءً؟!

وهو حق يراد به باطل، لأن علاء وجمال لم يخرجا من السجن من تلقاء نفسيهما، وإنما لأنهما قضيا فترة الحبس الاحتياطى التى يقول بها القانون، ومع ذلك، فإنهما، حتى الآن، ورغم خروجها، لايزالان قيد المحاكمة فى قضية القصور الرئاسية نفسها!

لا أقول ذلك حباً فى مبارك ونجليه، ولا كراهية فى أى شاب من شباب الثورة قد يكون فى السجن الآن، وإنما أقوله لأنى أنظر إلى الجميع بالسواء، وأرى بموضوعية شديدة وغير مفتعلة، أن القضاء الذى أخرج مبارك ونجليه بعد محاكمات دامت نحو أربع سنوات، هو القضاء ذاته، الذى حبس أى شاب ينتمى إلى الثورة، ولابد أن القضاء لم يحبسه لأنه شاب، ولا لأنه ثورى، وإنما لأنه ارتكب جريمة محددة، لها عقاب واضح فى القانون.

إننى أشعر أحياناً، بل كثيراً، بأن القضاء يكون حلواً إذا ما حكم لنا، ويكون على العكس، إذا ما حكم لغير صالحنا، أى لغير صالح الذين يرددون العبارة إياها التى بدأتُ بها هذه السطور!

ولست أعتقد أن القاضى فى حالة مبارك وفى حالة نجليه قد حكم لهم لأنه يحبهم ولا لأنه متعاطف معهم.. لا.. لست أعتقد هذا أبداً، وإنما حكم لهم، لأن هذا هو ما يقول به القانون الذى بين يديه، ولأنه كقاضٍ، يحكم بما أمامه، وبما فى الأوراق التى أمام عينيه، وليس بما يريده الناس خارج قاعة المحكمة، ولا بما يتمناه هذا الشخص، أو ذاك، من محبى المتهمين، أو من خصومهم.

والوضع نفسه مع أى شاب قد يكون محبوساً الآن.. إننى أتمنى خروجه فى أقرب لحظة ممكنة، غير أنى فى الوقت نفسه أعرف أن القانون لم يذهب إلى بيت أى شاب ليأخذه إلى الحبس، وإنما أخذه إلى هناك فعله وحده، ولا شىء غير فعله الذى قام به وبيديه!

من أجل ذلك كله، أدعو الذين يحلو لهم عقد مثل هذه المقارنات، بين ناس داخل الأسوار، وناس خارجها، أن يتوقفوا عن مثل هذا المسلك، لسببين أساسيين: أولهما أن المقارنة فى حالة كهذه لا تستقيم، وثانيهما أنها لا تنطلى على عقل أحد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس لأنه شاب ولا لأنه ثورى ليس لأنه شاب ولا لأنه ثورى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon