توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرتب وثروة الرئيس

  مصر اليوم -

مرتب وثروة الرئيس

سليمان جودة

صباح أمس، كان المصريون على موعد مع خبرين معاً، كل خبر منهما يكاد يفوق الآخر فى أهميته.. أما الأول، فهو أن الرئيس السيسى قد قرر التنازل عن نصف راتبه الشهرى، ونصف ثروته الشخصية، لصالح الدولة. وأما الثانى، فهو أن الرئيس قد رفض مشروع الموازنة العامة للدولة.. الذى تقدمت به إليه الحكومة!
وإذا كان الرئيس عدلى منصور قد قرر قبل أن يترك منصبه أن يكون مرتب رئيس الدولة 21 ألف جنيه شهرياً، مع مبلغ مماثل على سبيل البدلات، فمعنى هذا أن السيسى سوف يتنازل للدولة عن 21 ألف جنيه، فى كل شهر، وسوف يعيش بمبلغ يساوى ما تنازل عنه، ولابد أن كثيرين سوف يتساءلون وهم يقرأون الخبر، عما إذا كان الرئيس يستطيع أن يعيش بمثل هذا المبلغ شهرياً بشكل لائق، أم أن الدولة سوف تتكفل بإعاشته كاملة، مع أسرته، وبالتالى فلن يكون فى حاجة إلى النصف، ولا الربع، ولا إلى جنيه واحد ينفقه!.. هذا سؤال لابد أن يُجاب عنه بشفافية مطلقة.
وتقديرى، أن هذا الرقم الذى قرره «منصور»، ليس مرتب رئيس دولة، وأنه فى حاجة إلى أن يكون مرتباً يليق برئيس جمهورية، وبما يكفيه تماماً، ثم بما لا يدع أى مجال لأن تدخل إلى جيب الرئيس فلوس أخرى من أى جهة، ولا من أى اتجاه سوى اتجاه مرتبه المعلن على الجميع.. إننى أعرف مديراً للفروع، فى أحد البنوك، يتقاضى 140 ألف جنيه مع آخر كل شهر، وبالتالى، فلا أعرف ما إذا كان من الملائم، أو المنطقى، أو المعقول، أن يتقاضى رئيس الدولة ربع مرتب مدير فروع فى بنك، أم أن مثل هذه الأجور فى حاجة إلى إعادة نظر من جذورها؟!
فإذا ما كان الكلام حول ثروة الرئيس التى تنازل عن نصفها، فأتصور أنه لابد أن يعلم كل مواطن حجم ثروة الرئيس فى إجمالها، ولابد لكل مواطن كذلك، أن يكون على علم بما إذا كان الرئيس قد تقدم بإقرار ذمة مالية قبل أن يتولى منصبه، أم لا؟!
واقع الأمر يقول بأن شيئاً من هذا لم يحدث، لأنه لو حدث لكان خبراً فى صدر كل صحيفة فى وقته، وليس من المتصور أن يحدث سراً، وبما أن الرئيس لم يتقدم بإقرار من هذا النوع، فالمطلوب الآن أن يفعل، وكذلك سائر المسؤولين فى الدولة، وبسرعة وعلانية، لتتم المقارنة بين الإقرار الحالى بعد فترة، والإقرار الذى سوف يكون على كل واحد منهم أن يتقدم به، يوم أن يغادر منصبه.
إن الرئيس يبادر بأشياء ممتازة، لم يعرفها المصريون من أى رئيس سابق عليه، وقد كانت حكاية أداء اليمين الدستورية للوزراء فى السابعة من صباح الثلاثاء قبل الماضى، من بين هذه الأشياء، بل فى مقدمتها.
غير أن الأهم فى الموضوع كله ألا يبادر الرئيس، ثم يتفرج باقى التسعين مليوناً، لأنه لا قيمة لموضوع السابعة صباحاً ما لم يتحول إلى نموذج فى كل موقع عمل، ولا أثر يمكن أن نذكره، فيما بعد لقرار التنازل عن نصف الثروة، ما لم تكن ثروة كل مسؤول معلنة على الملأ، ومرتبطة بإقرارين للذمة المالية: واحد فى أول يوم للمسؤول فى المنصب، وواحد فى آخر يوم.. وعندها فقط، سوف تكون لكل قرش فى المال العام الحرمة الواجبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرتب وثروة الرئيس مرتب وثروة الرئيس



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon