توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرّة لوجه الله!

  مصر اليوم -

مرّة لوجه الله

بقلم سليمان جودة

أريد، ولو مرة واحدة، أن أقارن بين بلدنا، وبين أى بلد أزوره، فتكون المقارنة لصالحنا.. مرة واحدة لوجه الله!

مثلاً.. قرأت، على لسان رئيس الوزراء، أن حجم الموازنة للعام المالى 2015-2016، 864 مليار جنيه، وأن 700 مليار منها سوف تذهب إلى الوفاء بفوائد الديون، ومن ورائها الدعم، ثم إلى الأجور لستة ملايين موظف لا تحتاجهم الدولة، وأن الـ164 ملياراً الباقية هى فقط التى سوف تنفقها الحكومة على الخدمات العامة لـ90 مليون مواطن!

قارنت، من ناحيتى، بين هذا الكلام الخطر لرئيس الحكومة، وبين ما سمعته ورأيته بعينى فى بولندا، وهى دولة قلت وأقول إنها مرت، ولاتزال تمر، بظروف كثيرة تشبه ظروفنا العامة، فاكتشفت أننا فى النازل، وأنهم فى الطالع!

المزعج فى الموضوع كله أننا نعرف أننا فى النازل، ثم نستمر فى سياسات تؤدى إلى مواصلة النزول، دون أن نفعل شيئاً يغير من اتجاهنا بين الأمم فنطلع لأعلى، بدلاً من هذا الهبوط المتوالى!

لا أريد أبداً أن أكون متشائماً، ولا أريد أن أقلل من حجم أعمال وإنجازات تتم فعلاً، ولكن المشكلة أنها أعمال وإنجازات أقل مما هو مطلوب بكثير، ثم المشكلة الأكبر أنها أعمال وإنجازات متناثرة.. واحد هنا.. وآخر هناك.. دون أن تجمعها معاً رؤية واحدة، تؤسس لإنجاز عام على مستوى دولة بكاملها!

حين سألت الذين يعنيهم الأمر، فى بولندا، وعلى مستويات مختلفة، عن الدعم، وعن الأجور وعن فوائد الديون، التى تستهلك، باعتراف رئيس الحكومة، ثلاثة أرباع الموازنة العامة للدولة، نظروا نحوى على أنى بنى آدم قادم من كوكب آخر، ثم على أن الدولة التى أنتمى إليها، وأحمل جنسيتها، ليست معنا على كوكب الأرض، وتصمم على ألا تكون معنا.. أى مع العالم المتطور الذى يعيش عصرنا!

كيف؟!.. فى دستورهم البولندى وضعوا نصاً صريحاً لا هزار فيه، بأن عجز الموازنة لا يجوز أن يزيد على 3٪ تحت أى ظرف، وهى نسبة تظل أمام عين رئيس كل حكومة يأتى، فلا يتجاوزها أبداً!

النسبة عندنا فوق الـ10٪، وتصل أحياناً لـ12٪، وسببها معروف، وهو أن مصروفاتك، كحكومة، أعلى من مواردك بكثير جداً، ومع ذلك، لا يجد رئيس حكومتنا حرجاً فى أن يقول، علناً، إن 700 مليار جنيه من موازنة الدولة ذاهبة لكذا.. وكذا.. وهو أول من يعرف أن كذا.. وكذا هنا يعنى إهدار هذا المبلغ إهداراً، ويعنى إلقاءه فى بئر بلا قاع، ليتبقى 164 ملياراً تجعل الخدمات العامة التى تقدمها الحكومة لمواطنيها عند مستوى الزيرو.. وإذا كنت تجد أنى أبالغ، فاخطف رجلك من فضلك لأقرب مستشفى عام لترى، ثم لأقرب مدرسة حكومية لترى بعينيك.. فلماذا يارب نجد متعة هكذا فى الضحك على أنفسنا؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرّة لوجه الله مرّة لوجه الله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon