توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر الغائبة فى دمشق!

  مصر اليوم -

مصر الغائبة فى دمشق

سليمان جودة

كان كل هدفى على مدى أسبوع قضيته فى سوريا، متنقلاً بين اللاذقية، وطرطوس، وحمص، ودمشق، أن أرى سوريا الشعب.. سوريا الوطن.. سوريا الأرض.. لا سوريا الحكومة أو الحاكمة، لأن هذه الأخيرة تذهب وتجىء، ولأن سوريا الأرض والشعب والوطن هى الباقية، وسوف تبقى، ولذلك فالرهان من جانبنا، ومن جانب كل عربى معنا، لابد أن يبقى عليها هى.. لا على شىء غيرها!

وربما يكون أكثر الأشياء التى تلفت نظرك بقوة هناك، أنهم لايزالون متمسكين بارتباطهم العربى، بشكل لافت للانتباه حقاً، وسوف يدهشك أنهم متمسكون به إلى الدرجة التى يقدمونه معها على ارتباطهم الوطنى ذاته!

إن العَلم السورى إلى الآن، لايزال هو نفسه العَلم الذى قامت تحت رايته الجمهورية العربية المتحدة، بين مصر، وسوريا، من عام 1958 إلى عام 1961، ففى تلك السنوات الثلاث كنا وكانوا دولة واحدة، وكان اسم سوريا هو الإقليم الشمالى، وكان اسمنا هو الإقليم الجنوبى.. صحيح أن وحدة من نوع ما قامت بيننا وبين الإخوة هناك، لم تكن مرشحة لأن تدوم، لأسباب كثيرة، ولكن هدفاً نبيلاً كان وراءها.. ومنذ انهارت الوحدة، تمسكوا بالعَلم الذى كان يرفرف فى البلدين، فى أيامها التى قاربت الألف يوم، وهو يشبه العَلم الحالى عندنا تماماً، ولا اختلاف بينهما سوى أنهم يضعون بدلاً من النسر الذى يتوسط المساحة البيضاء عندنا، نجمتين عندهم، وليست النجمتان سوى إشارة إلى مصر، وإلى سوريا متعانقتين!

وسوف تلاحظ، إذا كنت هناك، أن السورى يقدم نفسه لك، على أنه عربى سورى، لا على أنه سورى عربى، وأن اسم الدولة هو الجمهورية العربية السورية، لا الجمهورية السورية العربية، وأن شركة الطيران اسمها المؤسسة العربية السورية للطيران، لا المؤسسة السورية العربية للطيران.. وهكذا.. وهكذا.. فى كل شىء!

وسوف تلاحظ بقوة أيضاً، أن كل مواطن سورى لم يحدث أن زار مصر من قبل، يتمنى لو أسعده الحظ وزارها، ويبلغ به الشوق إليها أن يقول لك، إن هواه مصرى، رغم أنه لم يضع قدميه على أرضنا، ولم يحدث أن تنشق هواءنا.. ربما لأنه فقط كان يتربى، منذ صغره، على أن مصر وسوريا بينهما رباط خاص.. وأن هذا الرباط قد يغيب عن الأنظار، ولكنه أبداً لا يغيب عن الوجود.

آحاد السوريين الذين كان لى كلام معهم، فى المدن الأربع، كان عندهم شعور بأننا بعيدون عنهم، دون مبرر مقنع، وأن ما بيننا، كشعبين، من عمق ممتد فى العلاقة، لا يبرر هذا البعد، وأنه حتى الظروف الحالية التى تتعرض لها سوريا لا يمكن أن تبرر هذا البُعد، بل هى تستدعى أن نكون أقرب، لعلهم هناك يتجاوزون المحنة التى يمرون بها.

نحن، فى القاهرة، فى أشد الحاجة إلى أن نكون أقرب إليهم، لنساعد فى تجاوز محنة يمر بها الوطن السورى، ولأن دوامها، كمحنة، لن يكون فى صالحنا نحن هنا، بمثل ما لن يكون فى صالحهم هناك، وربما بالدرجة نفسها.. بل إنه لن يكون فى صالح العرب جميعاً.

مصر غائبة عن سوريا، وهى أولى الدول كلها بالحضور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الغائبة فى دمشق مصر الغائبة فى دمشق



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon