توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى مهم لا يفوتنا

  مصر اليوم -

معنى مهم لا يفوتنا

سليمان جودة

أمس الأول، تقرر إحالة 34 قاضياً من أعضاء الهيئات القضائية، إلى الصلاحية، لاشتغالهم بالسياسة.
وقرأت فى اليوم نفسه خبراً منشوراً فى الصحف، تقول تفاصيله إن تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، فى قضية تنظيم أنصار بيت المقدس، قد كشفت عن مفاجآت فى القضية، وإن من بين هذه المفاجآت، بل أهمها أن بعض المتهمين فيها ضباط مفصولون من القوات المسلحة ومن الشرطة، لأسباب مختلفة!
ولابد أن أى شخص سمع بقرار الإحالة، أو قرأ عن مفاجآت التحقيق فى «أنصار بيت المقدس» ليس فى حاجة إلى ذكاء كبير، ليدرك أن القضاة المحالين فى الحالة الأولى، وأن الضباط المفصولين فى الحالة الثانية، يجمعهم شىء واحد، هو اعتناق أفكار غريبة بل دخيلة على الجهة المنتمين إليها، أو التى كانوا منتمين إليها، سواء كانت هذه الجهة هى القضاء، أو الشرطة، أو القوات المسلحة.
من بين تفاصيل الخبر، مثلاً، أن أحد المتهمين تخرج فى الكلية الحربية، عام 1997، وأنه تم طرده من الخدمة عام 2005، بعد أن حوكم عسكرياً ثلاث مرات.. ثم يقول الخبر ذاته إن متهماً آخر كان ضابطاً فى الصاعقة، وإنه تم طرده من الخدمة عام 2012.. وهكذا.. وهكذا!
بعض المتهمين بالمناسبة ذهب للقتال فى سوريا، بما يعنى أن الأفكار المتطرفة التى اعتنقها كل واحد فيهم، فى أثناء خدمته بمؤسسة منضبطة بطبيعتها، مثل القوات المسلحة، أو الشرطة، قد ازدادت تطرفاً بعد خروجه من الخدمة فيها، إلى الدرجة التى جعلته يلتقى فى الأفكار المتشددة مع تنظيم «القاعدة» نفسه على أرض الشام!
وإذا كان قرار الإحالة والخبر معاً يقولان إن هذه المؤسسات الثلاث السيادية الكبرى، وهى الجيش، والشرطة، والقضاء، قادرة على تطهير نفسها بنفسها من أصحاب أفكار شاذة من هذا النوع، فإن السؤال يظل عما إذا كانت هناك متابعة من نوع ما لكل مستبعد من الخدمة فى جهاز وطنى بسبب أفكاره الهدامة، حتى لا نفاجأ بهم وقد انتسبوا إلى «القاعدة» أو قاتلوا وطنهم، وأبناء بلدهم: من خلال «بيت المقدس» إياه!
شىء محزن بالطبع أن تقرأ أشياء على لسان مصريين، تقول بأن الخدمة فى الجيش حرام، وكذلك فى الشرطة، وشىء أكثر مدعاة للحزن أن يكون ولاء القاضى، على أى منصة، مرتبطاً بجماعة إخوانية، ولا يكون لوطنه، وبلده، وأرضه!
كلها كما ترى، توجهات عبيطة، لا تصمد فى لحظة الجد، أمام ولاء وطنى عام، هو ربما أهم ما يميز المصريين، فى ارتباطهم بأرض الوادى.
غير أن المعنى الأهم الذى يتعين أن ننتبه إليه، فى هذه المسألة عموماً، أن كل مؤسسة من المؤسسات الثلاث، إذا كانت قادرة أولاً بأول على أن تلفظ كل معتنق لأفكار غير سوية وغير وطنية، فإن الأهم من ذلك، أن نعرف كيف نراقب حركة كل معتنق لفكر مريض من هؤلاء، فى فترة ما بعد إنهاء خدمته، حتى لا نكتشف فى النهاية، أننا قد حفظنا منهم المؤسسة العسكرية، والشرطة، والقضاء، وأطلقناهم دون أن ندرى على المجتمع من أوله إلى آخره!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى مهم لا يفوتنا معنى مهم لا يفوتنا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon