توقيت القاهرة المحلي 08:15:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاليم ننتظرها.. ومليارات نبددها!

  مصر اليوم -

ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها

سليمان جودة


تبرعت جمعية مستثمرى البحر الأحمر بثلاثة ملايين جنيه لصندوق «تحيا مصر»، بما يعنى أن الصندوق الذى قال عنه الرئيس مؤخرا إنه جمع ستة مليارات، وفقط، قد زاد ثلاثة ملايين، وهى كما ترى زيادة طفيفة للغاية. وتكاد تكون بلا قيمة، قياساً على حجم الآمال فى الصندوق، وقياساً على ما تم جمعه فعلاً، ثم قياساً على طموح الرئيس من خلاله.
وأنت لا تستطيع أن تلوم الجمعية على أنها لم تتبرع بمبلغ أكبر، لأن الأكبر والأصغر مسألة نسبية، ولأن ما نراه مبلغاً زهيداً قد تراه هى مبلغاً كبيراً، ثم إننا نتكلم عن «تبرع» لا عن إجبار، ومن شأن التبرع أن يقوم به صاحبه تطوعاً، وألا يُلام إذا لم يبادر به.. لا يلام أبداً!
إنما الذى يجب أن يلام حقاً هو هذه الدولة التى تصمم على أن تنشغل بالملاليم، وتغض بصرها، راضية، عن ملايين ضائعة، بل عن مئات الملايين، وكذلك عن مليارات مهدرة!
ففى أهرام الجمعة الماضى، أن مباحث الضرائب والرسوم ضبطت 5452 حالة تهرب ضريبى بقيمة 85 مليار جنيه، خلال الثمانية أشهر الماضية.
نتكلم إذن عن 85 ألف مليون جنيه تم التهرب من دفعها كمستحقات للدولة، خلال ثمانية أشهر لا أكثر.. فكم ملياراً فى المقابل لم يتم ضبطها خلال عام، وعامين، وثلاثة مضت؟!
لذلك، قلنا من قبل، ونقول اليوم، وسوف نظل نقول إن الصندوق فكرة نبيلة، ولكن الرهان عليها رهان على شئ غير مضمون بالمرة، وليس أدل على ذلك إلا أن الرئيس نفسه قال عند بدء إنشائه إن طموحه فيه لا يقل عن مائة مليار، فإذا به بعد ستة أشهر يجد نفسه أمام حصيلة هزيلة، وإذا بالرئيس يتكلم عن هذه الحصيلة، ولسان حاله يقول ما معناه فى أمثالنا الشعبية إن هذا هو الله وإن هذه هى حكمته!
ولابد أن الدولة التى تعرف أن 85 ملياراً تم التهرب من دفعها، خلال ثمانية أشهر فقط، ثم تصر على أن تظل تنتظر 3 ملايين جنيه من جمعية مستثمرين، إنما هى دولة تعانى خللاً فى عقلها، تقدم الأقل أهمية على ما هو أهم، وتفرح بثلاثة ملايين جاءتها صدفة، وتبرعاً، وتطوعاً، ولا تحزن فى الوقت ذاته على 85 ملياراً ضاعت عليها فى أقل من عام، ولا على أضعاف هذا المبلغ، مما لم تتوصل إليه مباحث الضرائب!
متى تقتنع دولتنا بأنه لا موارد أساسية لها، إلا من الضرائب، وأن نظاماً ضريبياً دقيقاً كفيل بأن يجلب لها عشرة أضعاف ما كانت تراهن عليه، ولاتزال، فى الصندوق الشهير؟!
إنها لسبب غير مفهوم تترك المضمون، وتذهب لتفتش عما يمكن أن يأتى، أو لا يأتى، وبالنسبة نفسها من الاحتمال فى الحالتين!
المقدمات، كما يقول أهل المنطق، تؤدى إلى نتائج، وأظن أن ستة أشهر من عمر الصندوق كافية لقراءة حجم ما سوف يأتيه فى المستقبل، مهما طال الوقت، وهى أيضاً كافية جداً لأن تدرك الدولة أن الذى لا يتبرع للصندوق ولا يلام سوف يقع تحت طائلة الحساب إذا ما قصّر فى دفع ضرائبه، بشرط أن نعلن مسبقاً نسبة الضرائب المستحقة على الأرباح، وأن تظل النسبة ثابتة لفترة طويلة، فيعرف المستثمر، أو المموّل، رأسه من قدميه، وينهض فى كل صباح، وهو عارف أنه أمام دولة فيها نظام ضرائبى دقيق وثابت، لا أمام نظام عشوائى ومتقلب!
مليارات الضرائب أبقى من ملاليم الصندوق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon