توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وحى القنصلية!

  مصر اليوم -

من وحى القنصلية

سليمان جودة

ليس أقوى من الضربة التى أصابت القنصلية الإيطالية فى القاهرة، صباح أمس الأول، إلا رد الفعل الإيطالى الفورى عليها.. لقد تصور الذين نفذوا العملية، أو الذين خططوا لها، أو مولوها، أو دعموها، أن إيطاليا سوف تسارع وتطلب من رعاياها مغادرة بلدنا، أو حتى تطلب منهم أن يتوخوا الحذر، فى أقل تقدير، ثم تصوروا أيضاً، أن رئيس الحكومة الإيطالية سوف يطلب تفسيراً من نظيره المصرى، لما جرى، أو.. أو.. إلى آخر ما يمكن أن يكون أهل الإرهاب، والذين يقفون وراءهم، قد تصوروه، أو راهنوا عليه!

شىء من هذا، لم يحدث.. بل حدث العكس منه تماماً.. عندما تلقى الرئيس السيسى اتصالاً بعد الحادث بساعة، من رئيس حكومة إيطاليا، يؤكد فيه على أشياء لابد أنها كانت موجعة للإرهاب، ولأهل الإرهاب، وللذين يقفون وراء أهل الإرهاب.

كان رئيس الوزراء الإيطالى، فى اتصاله مع الرئيس، حريصاً على أن يبعث برسالتين، إحداهما لمصر، وهى أن إيطاليا تدعمها بكل قوة فى حربها مع الإرهاب، والثانية لأهل الإرهاب وداعميهم، وهى أن ما جرى لن يخيف الإيطاليين، ولن يزحزحهم درجة واحدة عن تضامنهم الكامل مع المصريين وهم يخوضون هذه الحرب.

ولابد أنه شىء يصب فى صالح حكومتنا، أن تعلن بعدها بساعات، أن كل شىء فى المبنى الذى تعرض للإرهاب، سوف يعود سريعاً إلى ما كان عليه قبل الانفجار، وأن ذلك سوف يكون على حساب الحكومة المصرية كاملاً.

إن كل شخص مرّ يوماً من جانب مبنى القنصلية يعرف أنه مبنى بديع المنظر، رغم وجوده فى مكان مزدحم بطبيعته، بما جعل أتربة الزحام تغطى على جماله، ورغم أن وجوده فى مثل هذا المكان يجعل كثيرين يمرون عليه دون أن يلتفتوا بالضرورة إلى بهاء الفن الواضح فى تصميماته الفنية، بنوافذه الطويلة المستطيلة وشرفاته الدائرية الرائعة!

ولابد أيضاً أن الذين زاروا العاصمة الإيطالية روما، قد رأوا بأعينهم، فى كل ركن هناك، وفى كل ميدان، وفى كل شارع، كيف أن الفن الرفيع من حيث شيوعه عندهم يبدو وكأنه هواء يتنفسه كل إيطالى فى كل لحظة.. فالإيطاليون أهل فن أصيل، صناعة، وإبداعاً، وتذوقاً.

وربما لهذا السبب قام مبنى القنصلية فى مكانه، بهذا التصميم اللافت لكل عين تعرف معنى الفن، وتقدره، وتتذوقه.

وإذا كان هناك شىء يبقى على حكومتنا، فإننى أنقل إليها اقتراحاً من المستشار عدلى حسين بأن تطلب من الجانب الإيطالى أن يأتى خبراء فن وآثار إيطاليون، ليشرفوا هم فنياً على عملية إعادة المبنى إلى ما كان عليه، وفق التصميمات القديمة الموجودة قطعاً فى مبنى السفارة.

إن رد الفعل الإيطالى على العملية يقول بأن البلدين شريكان قويان فى الحرب على الإرهاب، وسوف تكون خطوة كهذه، من جانب حكومة المهندس محلب، إضافة مقدرة من الإيطاليين، بقدر ما كانت الخطوة السابقة، بالإعلان عن أننا سوف نتحمل تكلفة إعادة البناء، موضع تقدير أكيد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وحى القنصلية من وحى القنصلية



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon