توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منحدر نسير إليه!

  مصر اليوم -

منحدر نسير إليه

بقلم سليمان جودة

أحتفظ بتصريح للوزير هانى قدرى يقول فيه- قبل خروجه من الحكومة بثلاثة أسابيع- إن نصيب التعليم والصحة والبحث العلمى فى الموازنة الجديدة للدولة لابد أن يكون 277 مليار جنيه!

وهذا الرقم لم يؤلفه وزير المالية السابق من دماغه، ولكنه يعرف مثلنا أن الدستور الحالى يفرض تخصيص 10% من إجمالى الناتج المحلى للإنفاق على هذه الملفات الثلاثة، دون فصال!

وعندما غادر قدرى وزارته، فى التعديل الوزارى الأخير، قال مصدر فى الوزارة ذاتها- لم يشأ أن يذكر اسمه- إن الأخذ بالمادة التى تنص على تخصيص هذه النسبة من إجمالى الناتج المحلى، لتعليمنا، وصحتنا، وبحثنا العلمى، مسألة صعبة!

وعندما عقب الدكتور محمد معيط، نائب وزير المالية، على إقرار رئيس الدولة للموازنة الجديدة، يوم الخميس الماضى، قال إن زيادة قدرها 12 مليار جنيه سوف تذهب إلى التعليم!

وفى أثناء اجتماع الرئيس مع رئيس الحكومة، ووزيرى المالية والتخطيط، لم يأت أى ذكر للتعليم، ولا للصحة، ولا للبحث العلمى، على أنها ملفات ثلاثة لا بديل عن أن تكون أولوية عليا للدولة، على كل مستوياتها، ولا بديل عن أن تكون أولى بالرعاية دون سواها.

لم يأت أى ذكر لها.. وكان الحديث فى أثناء الاجتماع عن الصرف الصحى مثله مثل الحديث عن التعليم، من حيث اهتمام الدولة بهذا، أو بذلك، إذ لا فرق فى درجة الاهتمام يبدو أمامنا!

وليس لهذا معنى إلا أن الدولة ليست مشغولة، حتى الآن، بالتعليم، كما يجب أولاً، ولا كما نص الدستور بالنسبة له، ثانيا.. لا.. ليست مشغولة، ولا الموضوع فى إجماله على بالها!

وحتى الـ12 ملياراً، التى أشار لها نائب الوزير، لم تقترن الإشارة إليها، بحديث لابد منه، عما سوف تؤدى إليه زيادة بهذا القدر من تغيير فى مستوى تعليم مدارسنا وجامعاتنا، ولو بأى مقدار، ولا عما نريد نحن لتعليمنا من مستوى نفترضه، ونتصوره، ثم نسعى إليه!

وقد حدث هذا كله فى وقت كانت هناك مطالبات ملحة، من أولياء أمور، لوزير التعليم، بحذف أجزاء من المناهج تصل إلى 35%، وهى الأجزاء التى امتحن فيها الطلاب، خلال النصف الأول من العام الدراسى، ولم يجد الوزير بداً من أن يستجيب ثم يقول إن هذه الـ35% سوف لا تمثل شيئاً للطالب فى النصف الثانى من العام الدراسى، وسوف لا يكون بقاؤها من هنا إلى موعد امتحانات نهاية العام إلا بهدف المطالعة فقط، لا للامتحان فيها مرة أخرى!

وعندما يصل التعليم إلى هذا المنحدر، ثم يغيب الوعى بخطورة هذا كله، لدى الدولة بكل أجهزتنا المعنية، فإن لك أن تتخيل شكل المستقبل الذى ينتظر البلد إذا دامت هذه الحالة من فقدان الوعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منحدر نسير إليه منحدر نسير إليه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon