توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهندس زيارة الملك!

  مصر اليوم -

مهندس زيارة الملك

بقلم سليمان جودة

أرجو أن ندقق جيداً فى طبيعة الاتفاقيات التى جرى توقيعها بيننا وبين السعودية، فى أثناء زيارة الملك سلمان، لنكتشف عندها أن المملكة تأتى هذه المرة لتساعدنا اقتصادياً بشكل مختلف تماماً عما كان يجرى من قبل!

ففى مرات سابقة، بل فيها كلها، كان الحديث يدور فى الغالب عن منحة هنا، أو عن هبة هناك، سواء كان ذلك قبل 30 يونيو أو بعدها.

أما اليوم، فالكلام فى الاتفاقيات السبع عشرة يخلو تماماً من حديث المنح، ومن حديث الهبات، ويركز فى كل أحواله على الاستثمار الذى يتميز بأنه ذو عائد مباشر على صاحبه!

صحيح أن الاستثمار من هذا النوع سوف يتيح فرص عمل كثيرة عندنا، وسوف يدفع أصحابه ضرائب لخزانتنا العامة عن كل دولار يدخل جيوبهم ربحاً، ولكنه، فى جانب آخر، سوف يكون له عائد على المستثمر السعودى، وهو عائد تنتظره السعودية فى أيامها القادمة، وتخطط له منذ فترة، وتعرف فيما يبدو كيف تذهب إليه من أقصر طريق، ولا تعرف العشوائية فى التفكير، ولا فى العمل، وهى تترقب عوائده!

إن الأمير محمد بن سلمان، الرجل الثالث فى المملكة، والذى يشغل موقع ولى ولى العهد، موجود فى الوفد الملكى الزائر، وهو ينشط منذ فترة فى الترويج لهذا النوع تحديداً من الاستثمار، وأى مراجعة سريعة لأحاديثه القريبة مع الصحافة، والبعيدة، سوف توضح هذا بسهولة!

إنه هو من قال، قبل الزيارة بأيام قليلة، إن بلاده تستهدف عائداً غير نفطى، يصل إلى 100 مليار دولار سنوياً، خلال عشرين عاماً من هذا العام.. وهو من قال، فى الحديث ذاته، إن النفط فى السعودية سوف لا يمثل خلال الأمد الزمنى نفسه مصدر الدخل الأساسى فى الرياض.. ثم هو من راح، فى حديث سابق، يعدد صور الاستثمار التى سوف تأتى منها المائة مليار دولار، وكان من بينها، بالمناسبة، جزر بلده فى البحر الأحمر، عند استغلالها الاستغلال الأمثل، وتوظيفها، كمصدر دخل، على ما يجب أن تكون عليه.. وهو من أعلن كذلك أنهم هناك بصدد إنشاء صندوق سيادى يضم فى داخله 2 تريليون دولار، يعنى 2000 مليار دولار، ليكون أكبر صندوق من نوعه فى العالم.. وهو.. وهو.. إلى آخر ما سوف يتبين لك، إذا كنت تتابع ما يقوله، وترصد ما يصدر عنه، ثم تضعه فى سياقه الصحيح.

تقديرى، أنه إذا كان هناك مهندس لهذه الزيارة، فهو محمد بن سلمان، وإذا كانت هناك فلسفة اقتصادية وراءها، فهو واضعها، وإذا كانت هناك رؤية وراءها ووراء غيرها من نوعها، فهو صاحبها، وإذا كان لنا أن نخرج بدرس من الموضوع كله، فهو أن السعودية تساعدنا بكرم هذه المرة.. هذا صحيح.. ولكن الأصح منه أنها ترغب فى أن تأخذ فى الوقت ذاته الذى تعطى فيه، وهذا حقها الذى لا يمكن أن يكون موضع نقاش، ثم إن أمامنا درساً آخر، هو أن الاستثمار بالمعنى المشار إليه هو الباقى، وهو الواصل فى النهاية بأثره إلى عموم الناس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندس زيارة الملك مهندس زيارة الملك



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon