توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُحزن للغاية!

  مصر اليوم -

مُحزن للغاية

بقلم سليمان جودة

خلاصة ما جئت به من بولندا، بعد زيارة دامت أياماً، أن هناك رجالاً يخططون لمستقبل بلد، على مدى عقود قادمة من الزمان، وأننا هنا نعيش يوماً بيوم.. وأكاد أقول ساعة بساعة.. ولذلك يقفون حيث هم، ونقف نحن فى المقابل حيث نحن، على المستوى الاقتصادى تحديداً، لأنه مستوى فى ظنى يظل حاكماً لكل مستوى آخر يسبقه، أو يتلوه.. وإذا شئت دليلاً فاحسب سعر العملة هنا، وسعرها هناك، وسوف ترى!

إننى بعد كل ما رويته، عن تجربتهم مثلاً فى التخلص من القطاع العام الخاسر، بطريقة مدروسة، وآمنة، وغير ظالمة لأى من العاملين فيه، قرأت لرئيس وزرائنا أنه لا بيع للقطاع العام!.. قالها المهندس شريف إسماعيل، قبل يومين، فى لقاء بينه وبين عدد من نواب البرلمان وكأنها مما يفتخر به أى رئيس وزراء، ثم كأنه أراد أن يشترى خاطر النواب الذين اجتمع بهم، على حساب بلد بكامله، وعلى حساب اقتصاد بلد، بلغ فيه سعر الدولار أمام الجنيه ما بلغ، ولايزال يبلغ، لأسباب كثيرة، من بينها أن الحكومة لاتزال تصرف أرباحاً للعاملين فى شركات خاسرة!

لن أعيد بالطبع ما قلته عن التجربة البولندية، فى التعامل مع القطاع العام تحديداً، فلقد رويت أطرافاً منها، يوماً بعد يوم، لعل الذين يعنيهم الأمر عندنا، ولعل الذين يغارون على اقتصادنا، يأخذون بما يفيدنا فيها، وما يفيدنا فيها كثير، ولا يحتاج سوى إلى عقول مفتوحة عندنا على الدنيا، لنبدأ من حيث انتهت هذه الدنيا من حولنا، بدلاً من أن نظل فى كل مرة نبدأ من عند الصفر!

كانت بولندا، وهى خارجة من تحت الحكم الشيوعى عام 1991، تضم 49 محافظة، وكان أن أدركت أن هذا التقسيم الإدارى القديم لا يناسبها، وكان أن قرروا اختزال الـ49 محافظة فى 16 محافظة فقط، ثم كان أن وضعوا نظاماً للحكم المحلى قفز بمستوى الأداء العام أميالاً إلى الأمام، وهو نظام يقوم على مستويات ثلاثة: محافظات أو أقاليم، ثم مقاطعات، ثم بلديات، وجميع المسؤولين على المستويات الثلاثة منتخبون، وعندهم مساحة من الاستقلالية فى التصرف نحن أحوج الناس إليها إذا كنا حقاً نريد للمحافظ أن ينجز شيئاً فى محافظته، لا أن يأتى محافظ، ويذهب آخر، ليبقى الحال السيئ فى المحافظات على حاله.. بل إنه يزداد سوءاً!

إننى أعرف أن هناك لجنة جرى تشكيلها بقرار من رئيس الحكومة، لإعداد مشروع قانون المحليات، وإذا قررت اللجنة أن تنظر فى تجربة المحليات البولندية فسوف تجد فيها فائدة كبيرة، وسوف تضيف لها ما يجعل محلياتنا القادمة أنجح مما سبقتها، لكن المهم أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية فى هذا الاتجاه!

المهم أن تكون هناك إرادة من هذا النوع، لأنى أحس بصراحة أن تعطيل المحليات مقصود، لإلهاء نواب البرلمان فيما يجب أن يقوم به أعضاء المحليات، ولإبعاد البرلمان، بالتالى، عن الرقابة الحقيقية على أعمال الحكومة، وعن التشريع الحقيقى للقوانين.

مُحزن للغاية أن تسافر فترى فى بولندا، أو فى غير بولندا، بلداً بالمعنى المتعارف عليه لكلمة «بلد».. وأن تعود لتنتبه فى كل مرة هنا إلى أنه لا بلد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُحزن للغاية مُحزن للغاية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon