توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصف العمى يكفى أفندينا عمر!

  مصر اليوم -

نصف العمى يكفى أفندينا عمر

سليمان جودة

بقدر ما أنا سعيد بالمليارات الخمسة التى تبرع بها عدد من كبار رجال الأعمال، خلال حفل إفطار فى الرئاسة، قبل يومين، بقدر ما أنا قلق للغاية، وحزين، خشية أن يكتشف الرئيس، ونكتشف معه فى النهاية، أن علينا أن ندفع هذا المبلغ، وربما معه ما يماثله، فى شركات قطاع عام خسرت، ولاتزال تخسر!
أقول هذا، وأمامى الخبر المنشور فى «المصرى اليوم»، أمس الأول، ويقول إن شركة «عمر أفندى» أرسلت مذكرة إلى السيد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، تطلب عرضها من خلاله على رئيس الحكومة، لإسقاط 800 مليون جنيه، هى إجمالى مديونيات الشركة!
هنا.. نحن أمام شيئين مفزعين للغاية، أولهما أن ديون الشركة تستهلك وحدها ما يقرب من خمس المبلغ المجموع من كبار رجال الأعمال، بدلاً من توجيهه كله إلى شىء يفيد الناس، والشىء الثانى أنها خسائر مستمرة، ولم تتوقف إلى الآن، بمعنى أن «أفندينا عمر»، إذا جازت تسميتى هذه لها كشركة لاتزال تخسر فى هذه اللحظة التى أكلمك فيها، وسوف تخسر غداً، وبعد غد، إلى أن نملك الشجاعة لوقف هذا النزيف، وهذا الجنون!
والمشكلة الأكبر أن الأمر لو كان محصوراً فى حدود «عمر أفندى» وحدها لهانت المسألة، ولكن البلوى ليست فيها وفقط، وإنما هى ممتدة إلى عشرات الشركات المماثلة، التى تنوء بها، وبحملها، وبديونها، خزانتنا العامة فى كل صباح!

ولو كنت فى مكان المهندس إبراهيم محلب لجئت بأشرف سالمان، ثم أدخلته غرفة فى مجلس الوزراء، وأغلقت بابها عليه، مع عدد من ذوى الثقة والأمانة، وأفهمتهم جميعاً أنهم لن يغادروا غرفتهم، ولن يبرحوها، إلا إذا جاءوا بحل حاسم، وقاطع، يوقف هذه الخسائر التى تستنزف مالنا العام فى كل دقيقة!
ومن أغرب ما قرأت فى الخبر إياه، أن رئيس الشركة تقدم مع طلب إسقاط الديون، بورقة أخرى توضح رؤيته لإعادة هيكلة شركته، ومحاولة إنقاذها، بتأجير فروع منها، وهذا فى حد ذاته قد يكون شيئاً جيداً، أن يفكر رئيس شركة تخسر فى حل ينقذها.
ولكن الشىء غير الجيد فيه أن الحكاية هنا تبدو وكأن كل رئيس شركة من نوعية عمر أفندى مطلوب منه أن يبحث عن حل خاص به، وبحالته فى حدودها، فى حين أن المتصور أن يكون هناك حل شامل جامع، للشركات كلها، حتى يمكن أن نفرغ من هذا الصداع المزمن، ونتفرغ لغيره من بلايانا، وما أكثرها!

وقد يصاب القارئ الكريم بدهشة بالغة، وربما بصدمة، إذا ما عرف أن قراراً بإبقاء عمال وموظفى «عمر أفندى» وعمال وموظفى غيرها من الشركات الشبيهة فى بيوتهم، مع دفع رواتبهم كلها، أو 75٪ منها لهم، دون أى عمل يقدمه أى منهم، سوف يكون أرحم، وأوفر، وأفضل من الوضع الحالى بكثير، لأنك عندئذ لن تتحمل استهلاك ماء، ولا كهرباء، ولا غيرهما من وجوه الإهلاك والاستهلاك اليومية، فى هذه الشركات، ولكن ستتحمل الرواتب وحدها.. وبمعنى أوضح فإننا سنتحمل، حينئذ، نصف العمى، كما نقول فى أمثالنا الشعبية، لا العمى كله!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف العمى يكفى أفندينا عمر نصف العمى يكفى أفندينا عمر



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon