سليمان جودة
ابتداءً من صباح اليوم، سوف يتساءل كل مصرى بسيط، عن نصيبه فى قناة السويس الجديدة، وعن العائد منها عليه، وفى حياته بوجه عام.. هذا إذا لم يكن هذا التساؤل نفسه، قد بدأ يراود المصرى البسيط ذاته، منذ صباح الأمس، أى بعد افتتاحها بـ24 ساعة!
والأمر عندى يشبه فى وجه من الوجوه، ما كان قد راود مصريين كثيرين، فى أعقاب 25 يناير 2011، عندما قيل وقتها، إن أموالاً مهربة فى الخارج، بمليارات الدولارات، وإنها سوف تعود بالدولار، وبالسنت الواحد!
ولم يكن فى القصة أى مبالغة، حين قيل فى ذلك الوقت، قبل خمسة أعوام تقريباً، إن أعداداً لا بأس بها بيننا قد راحت تحسب نصيبها فى الأموال العائدة، تارة، وتترك أعمالاً لها قائمة، تارة أخرى، باعتبار أن نصيب كل واحد، ممن تصرفوا على هذا النحو، سوف يغنيه عن أى عمل!
وكان الخطأ الذى وقع فيه الذين روجوا لمليارات الأموال العائدة، أنهم بالغوا كثيراً، فى حجمها، أولاً، وأنهم لم ينتبهوا، ثانياً، إلى أنها لن تعود إلا إذا صدرت بشأنها أحكام قضائية باتة ونهائية، من قضاة طبيعيين، وفى حق متهمين حظى كل واحد منهم بحقه العادل فى الدفاع عن نفسه.. وهو ما لم يحدث إلى هذه اللحظة بهذا الشكل!
لا وجه للشبه بين القصتين، قصة الأموال التى سوف تعود، وقصة عائد القناة الجديدة، سوى فى زاوية محددة، هى رفع سقف الطموح أمام الناس عالياً فى الحالتين.
ولا اعتراض، عندى، على رفع سقف الطموح فيما يخص قناتنا الجديدة، إلى السماء السابعة، بشرط أن نكون منتبهين إلى أن الذين رفعنا هذا السقف أمام أعينهم، ربما لا يكون عندهم الصبر الكافى، على الموضوع!
إن أثر القناة الجديدة، فى زيادة عائد رسوم العبور فى القناة القديمة، الذى يدور حالياً حول ستة مليارات دولار سنوياً - لن يظهر قبل عام كامل من الآن، لأننا لا نستطيع أن نسأل عن زيادة متوقعة كهذه، قبل 6 أغسطس القادم، ولأن ظهور أثر مثل هذه الزيادة فى حياة الملايين، بعد تحققها، سوف يكون فى حاجة إلى عام آخر على الأقل.. فما العمل؟!
العمل أن تبدأ الدولة سريعاً فى مشروعات محور القناة، من أول السويس، مروراً بالإسماعيلية، وانتهاءً ببورسعيد، وأن يكون لإنجاز مشروعات المحور سقف زمنى معلوم مسبقاً، كما جرى فى القناة الجديدة تماماً.
أقول هذا الكلام، وفى ذهنى ما قاله الرئيس الفرنسى قبل أسبوع، عن أنه لن يرشح نفسه فى انتخابات الرئاسة المقبلة، ما لم ينجح فى إحداث خفض واضح، وكبير، فى معدل البطالة فى بلاده.
والأصل فى مشروعات محور القناة، أن تتيح فرص عمل كثيرة، وأن يكون ذلك بسرعة، لعل الذى لم يحصل على فرصة عمل فيها، يظل يقرأ ويسمع ويرى أن آخرين سواه قد وجدوها هناك، وأن دوره فى الحصول على فرصته فى العمل، يقترب ويجىء!