توقيت القاهرة المحلي 04:33:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعيش خارج العالم!

  مصر اليوم -

نعيش خارج العالم

سليمان جودة

أتابع على مدى أسبوعين، ما تكتبه الصحافة فى الخارج، عن شركة «فولكس فاجن» الألمانية لصناعة السيارات، ثم أتساءل: أين نحن من هذه الدنيا، وأين موقعنا؟!

الشركة هى إحدى أشهر شركات السيارات فى ألمانيا، ولكنها وقعت، منذ أسبوعين، فى فخ، لا يعرف أحد كيف يمكن أن تخرج منه، أو تواجه تداعياته فى المستقبل.

والقصة بدأت عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن الشركة باعت سيارات مزودة بمحركات مغشوشة، فى السوق الأمريكية، وأن هذه المحركات، أو الموتورات، تؤدى إلى تلوث البيئة، وأن الشركة تلاعبت، عن قصد، فى الاختبار الذى يجرى على منتجاتها من السيارات، ويكشف ما إذا كانت سيارات ملوثة للبيئة، أم لا؟!

من يومها، والدنيا مقلوبة على الشركة، فى داخل ألمانيا وفى خارجها، خصوصاً بعد أن اكتشفوا أنها باعت مليونين و800 ألف سيارة، من النوع المغشوش ذاته، فى ألمانيا نفسها!

رئيس الشركة استقال، بما أدى إلى خسائر بمليارات اليوروهات فى البورصة، ولأن صندوق قطر السيادى للاستثمار كان مساهماً فى الشركة، فإن الخسائر قد طالته هو الآخر.. وبالمليارات أيضاً!

وعندما سألت الصحافة الألمانية مواطنين عاديين، قالوا إن أكثر ما يزعجهم فى القصة أن شعار «صنع فى ألمانيا» يمكن أن يصيبه الأذى، من جراء الحكاية كلها، وأنهم، كمواطنين ألمان، يعيشون فى العالم، على رصيد صناعتهم من الثقة، ومن الكفاءة، ومن المصداقية، وأن تبديد أى قدر من هذا الرصيد، بسبب فضيحة الشركة، هو أكثر شىء مزعج فى المسألة كلها.

وقد منحت السلطات فى أمريكا، الشركة، فرصة لإصلاح ما جرى، وبسقف زمنى محدد، وكذلك فعلت السلطات فى ألمانيا، وتدخلت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل فى الأمر بنفسها، ومعها وزير اقتصادها، ووزير نقلها، ولاتزال الحكاية تكشف عن جديد، فى كل صباح!

وقد كان حق المستهلك، فى أن يحصل على سلعة ذات جودة عالية، هو القاسم المشترك الأعظم، فى كل حلقات الموضوع، من أولها لآخرها، ثم كان حقه فى الولايات المتحدة، فى بيئة خالية من التلوث، هو أيضاً المحرك للسلطات وهى تكشف خطايا الشركة، ولابد أن الذين زاروا البلدين، يعرفون أنه حق مقدس فى الحالتين، وأنه لا تسامح فيه، تحت أى ظرف، وفى كل الأحوال، وبأى مقدار!

أتلفت حولى، باحثاً عن حق المستهلك فى سلعة غير مغشوشة، أو حق المواطن فى بيئة لا تلوث فيها، فأجده كما تراه، وأجده حقاً مؤجلاً، فى الحالتين، إلى يوم القيامة، فلانزال، رغم ثورتين، نعيش خارج العالم!

"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعيش خارج العالم نعيش خارج العالم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon