توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاتوا الجنزورى.. وحاسبوه!

  مصر اليوم -

هاتوا الجنزورى وحاسبوه

سليمان جودة

وضع الدكتور كمال الجنزورى الأساس الحقيقى لما أصاب لجان الانتخابات، فى مرحلتها الأولى، ثم توارى وابتعد، معتقداً أن أحداً لن يذكر ماذا فعل، ولا ماذا ارتكب بيديه فى حق هذا البلد!

وتذكرنا خواء اللجان من ناخبيها، بامتداد يومين كاملين، وكان أصدقاء لنا من دول عربية شقيقة يتصلون، ولايزالون، ليسألوا عما جرى، وكنت من جانبى أشعر فى سؤالهم بالشفقة علينا، أكثر مما أشعر بأى شىء آخر.. ولم أكن أدرى ماذا أقول لهم، ولا بماذا أجيب!.. وكان معهم الحق، لأن الخطوة الثالثة من خريطة الطريق التى ظللنا نراهن عليها قد جاءت كاشفة، وجاءت وكأنها ضربة قوية على رأس كل واحد فينا، لعلنا نفيق.. وخصوصاً مسؤولينا المعنيين بالأمر!

وإذا كان الرئيس قد وجه كلمة قصيرة ومهمة إلى الناخبين، قبل بدء الانتخابات بساعات، راجياً إياهم أن يذهبوا، وأن يشاركوا، وأن يختاروا، فلم تستجب الغالبية منهم، فإن المسؤولية فيما حدث تعود إلى أسباب كثيرة، غير أن السبب الأهم بينها هو ما قام به الجنزورى على وجه التحديد!

وما قام به ليس هيناً بالمرة، ولا يجب أن نستهين به، ولا بدوره فى دفع الناخبين، فى إجمالهم، إلى الإحجام عن الذهاب، وكأن لسان حالهم، وهم يمتنعون عن الذهاب، كان يقول ما معناه إن الجنزورى إذا كان قد راح يمهد الطريق، منذ البداية، لتعيين 120 نائباً فى البرلمان الجديد، من خلال قائمة تابعة للدولة، فهو حر.. غير أن عليه أن يعين الباقين أيضاً إذا شاء، لأن ما راح يمارسه هو من عبث سياسى، بامتداد عدة أشهر، لم يكن ينطلى على أحد، ولن ينطلى!

وهو لم يشأ أن يكتفى بالانخراط فى تشكيل قائمة حكومية، وفقط، ولكنه طرد منها كل الشباب، فكان أن امتلأت بهم المقاهى، فى وقت الاقتراع، ثم خلت منهم اللجان بالتالى، وكأن لسان حالهم كان يقول مرة أخرى، ما معناه، إن الجنزورى إذا كان قد طردنا، أو بمعنى آخر، طرد ممثلينا من قائمته الحكومية فليشربها وحده، وليدفع الناخبين، ثم الشباب منهم بوجه خاص، إلى أبواب اللجان، إذا كان ذلك فى مقدوره، وإذا كان يستطيع!

لابد أن الدولة فى مستوياتها المهمة تضرب الآن أخماساً فى أسداس، وتتساءل عن أسباب خواء اللجان، ولابد أنها سوف تقرأ فى تقاريرها عن أسباب كثيرة، غير أنها إذا كانت ترغب فى أن تكون أمينة مع نفسها، ومع الناس، فلتأت بالمتسبب الأول، كمال الجنزورى، ولتحاسبه، فالخطوة الأولى نحو ما شهدته اللجان من غياب مخجل، ومؤسف، كانت من عنده هو، حين راح يهندس فيما لا يعرف!

وعندما يزور الرئيس بريطانيا، أول نوفمبر المقبل، سوف يسألونه هناك عن تفسيره لعدم ذهاب مواطنيه إلى اللجان، وسوف يسألونه عن تفسيره لما قاله سفيرنا ناصر كامل عن أن كل الذين صوتوا فى لندن 280 ناخباً لا غير، وسوف يواجه الرئيس حرجاً، ولكن المشكلة أن كمال الجنزورى لن يكون معه ليرفع الحرج، ويجيب عن كل الأسئلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاتوا الجنزورى وحاسبوه هاتوا الجنزورى وحاسبوه



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon