توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يملك «محلب» تفسيراً؟!

  مصر اليوم -

هل يملك «محلب» تفسيراً

سليمان جودة

لا يعرف المرء من أين يبدأ هذه القصة، ولكن ما أعرفه أنى كنت قد علمت، صباح الإثنين الماضى، من المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أنه قد قرأ ما كتبت أنا، فى هذا المكان قبلها بعدة أيام، عن أرض مطار إمبابة، وأنه قد درس ما نصحت به، حول الأرض، فوجده منطقياً، ومعقولاً، بل ومطلوباً، فاستجاب له مشكوراً، كمسؤول على رأس حكومتنا.

وكنت قد قلت مراراً، على مدى سنوات، ومنذ ما قبل 25 يناير 2011، إن أى حكومة على مقاعد السلطة، لا يجب أن تفوّت فرصة من نوع فرصة خلو أرض هذا المطار، وإنها كحكومة جاءت لخدمة الناس، لا تكاد تجد فرصة كهذه أمامها، حتى تتشبث بها بأيديها وأسنانها، وتبدأ على الفور فى تحويلها إلى شىء على الأرض لصالح كل مواطن.. فهذا ما تفعله كل حكومة، فى أى بلد متطور على وجه الأرض.

قلت هذا، وشرحت، وأفضت، وزدت فيه، وكنت فى كل مرة، خصوصاً فى الشهور الأخيرة، أستبشر خيراً بوجود رجل مثل المهندس محلب، على رأس الحكومة، وكنت على يقين من أنه سوف ينحاز إلى حق كل مواطن فى أن تكون أرض المطار حديقة واسعة، يتنفس فيها نسمة هواء نظيفة، ويجد فيها ابنه فرصة تعليم فى مدرسة آدمية، بدلاً من مدارسنا المخنوقة فى شوارع العاصمة!

كنت أراهن على هذا كله، وأراهن على قدرة رئيس الحكومة على أن ينقذ الأرض هناك من أن تتحول إلى كتل من الأسمنت، أو إلى مولات تجارية تضاعف من ازدحام القاهرة والجيزة معاً.. ففيهما من الزحام والدخان، والتراب، والتلوث، ما يكفيهما، ويكفى معهما عشر محافظات!

ولم يخيب المهندس محلب ظنى فيه، ولا ظن كل مصرى يرغب فى أن يرى بلده أفضل، وعاصمته أنظف، وأهدأ، فاتخذ قراره منحازاً إلى المدافعين عن الطبيعة فى مصر، وإلى الذين يحزنهم فى كل صباح، أن يكون هذا هو حال عاصمة بلدنا، التى كنا فى زمان مضى نغسلها فى طلعة كل شمس بالماء والصابون!

ولست أخفى على رئيس الحكومة، أن قراره قد أدخل البهجة فى حينه على نفوس كثيرين، سمعت منهم بنفسى دواعى بهجتهم، ولم يتوقف الأمر عند حدود البهجة، ولكنه تجاوزه إلى التفاؤل بما هو قادم، وإلى الأمل فى أن يكون الغد أفضل من اليوم، على أكثر من مستوى.

ولكن.. ما كاد الذين تفاءلوا، يقضون ساعات مع تفاؤلهم، وما كاد الذين تعلقوا بالأمل يبيتون ليلتهم، حتى قرأوا فى «الأهرام»، صباح أمس الأول، على لسان الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، أن المساحة نفسها التى اتخذ رئيس الوزراء قراره بشأنها، قد تقرر طرحها للمستثمرين، بمساحات مختلفة، لإقامة أشياء كثيرة عليها، ومن بين هذه الأشياء، مولات تجارية!!

تلقيت عندها سيلاً من الاتصالات، من كثيرين، ممن كانوا قد تفاءلوا وابتهجوا، وكانوا كلهم مصابين بحالة من الاكتئاب الشديد، وكان كل واحد فيهم يسألنى: نصدق من؟!.. ما نقلته أنت لنا عن المهندس محلب، أم ما قرأناه فى الأهرام منسوباً للمحافظ؟!.. ولم أعرف بماذا أجيب!

لم أعرف بماذا أجيب، لأنى سمعت بقرار المهندس محلب، منه هو، وبنفسى، ولم ينقله لى أحد، ولم أعرف بماذا أجيب، لأنى لا أتصور أن يكون الدكتور على عبدالرحمن، على غير علم بقرار رئيس الحكومة، كما لا أتصور أن يقول رئيس الوزراء كلاماً مؤكداً، صباح الإثنين، وأنشره أنا على الناس، ثم يقول المحافظ المختص كلاماً مناقضاً له، بنسبة مائة فى المائة، صباح السبت، أى بعدها بخمسة أيام فقط!

لا أتصور ذلك، ولا يتصوره غيرى، ونتمنى جميعاً أن نجد تفسيراً لما جرى، لدى مهندسنا محلب، ورئيس حكومتنا، حتى لا يفقد الناس ما تبقى من عقل فى رؤوسهم.. فلايزال عندنا أمل فى الرجل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يملك «محلب» تفسيراً هل يملك «محلب» تفسيراً



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon