توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورقة.. ومعها قلم!

  مصر اليوم -

ورقة ومعها قلم

بقلم سليمان جودة

بعد أن أدَّى الوزراء العشرة الجدد اليمين الدستورية، قال المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، إن الأداء فى وزارتى التعليم والصحة، خلال الفترة المقبلة، سوف يكون أفضل!َ

وقد كنت أتمنى لو أصدِّقه، لو أنه قال لنا: كيف؟!.. ثم كنت سأصدِّقه أكثر لو أنه التفت إلى أن تصريحاً آخر له هو نفسه، قبل مجىء الوزراء العشرة بأيام، يجعل وعده بأن يكون الأداء فى الوزارتين إياهما أفضل نوعاً من المستحيل!

التصريح الذى أعنيه على لسان الرجل كان يقول إن ميزانية الدولة التى ستعرضها حكومته على البرلمان، فى إبريل المقبل، تبلغ 864 مليار جنيه، وهى ميزانية العام المالى 2016-2017.

غير أن المهندس إسماعيل عندما فكَّك هذا الرقم، قال إن 700 مليار منه سوف تذهب إلى الدعم، وفوائد الديون، والأجور.. أى سوف تذهب فى الهواء.. فماذا يتبقى؟!.. يتبقى 164 ملياراً!

هو نفسه عاد فى التصريح ذاته ليقول إن الـ164 ملياراً هى كل ما سوف تنفقه حكومته على 90 مليون مواطن بامتداد عام كامل!

سمعت من الدكتور إبراهيم فوزى، الوزير الأسبق، إنه حسبها بالورقة والقلم، بمجرد أن سمعها من رئيس الحكومة، واكتشف أن نصيب كل مواطن من الـ164 ملياراً هو 18 ألف جنيه سنوياً، أى ما يوازى 1500 جنيه شهرياً!

لك أن تتصوَّر حكومة تنفق على جميع الخدمات العامة المقدمة للمواطن الواحد 18 ألف جنيه سنوياً، ثم تتوقع، بعد ذلك، أن يكون هناك أداء أفضل فى الصحة، أو فى التعليم، أو فى الطرق، أو فى المساكن، أو.. أو.. إلى آخر الخدمات العامة التى لا بديل عن أن تقدمها الحكومة لمواطنيها، ولا بديل عن أن تكون خدمات تليق بالمواطن باعتباره بنى آدم!

تصريح رئيس الحكومة، إذن، ليس إلا نوعاً من الدفاع، من جانبه، عن مستوى الأداء، فى خدمة التعليم، وفى خدمة الصحة، وهو مستوى يعرف عنه رئيس الحكومة أنه غير آدمى بالمرة، ويعرف أن نقل هذا المستوى لدرجة أفضل يحتاج لشيئين اثنين: إنفاق عام أكثر، ثم رؤية تحكم الإنفاق العام، ليكون المُنفِق على دراية مسبقاً بأهداف محددة يريد أن يحققها من وراء إنفاقه، ويكون مالكاً لوسائل محددة أيضاً فى الإنفاق العام تجعله رشيداً، أولاً، ومحققاً لأهدافه ثانياً!

تسألنى عن الحل فأقول إن الدولة تدور حول نفسها، ولا تريد أن تعترف بأنها فى حاجة إلى موارد تنفق منها على التعليم والصحة، بالأساس، ثم على غيرهما، ولن يكون عندها موارد حقيقية إلا إذا وضعت نظاماً ضريبياً محكماً يأتى إلى خزانتها العامة بكل قرش مستحق، عن كل نشاط على أرضها!

ثم لن يكون عندها موارد إلا إذا أغلقت حنفية تهدر المال العام على مدار اليوم، اسمها القطاع العام، الذى جاء له وزير من بين الوزراء العشرة، دون أن يقال لنا ما الذى بالضبط سوف يفعله.. هل سيترك الحنفية مفتوحة كما هى، أم أنه سيوقف إهدار المال العام من خلالها، وإذا كان سوف يفعل هذا.. فكيف؟!

الأداء الأفضل فى الصحة، أو فى التعليم، أو فى أى مجال سواهما، ليس كلاماً يا معالى رئيس الوزراء.. إنه ورقة، ومعها قلم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة ومعها قلم ورقة ومعها قلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon