بقلم سليمان جودة
غداً بإذن الله، سوف يكون الملك سلمان بن عبدالعزيز فى القاهرة، وسوف يقال كلام كثير عن الزيارة، وعما سوف تتركه وراءها من أثر إيجابى على العلاقة بين البلدين، وسوف يكون على القاهرة ثم على الرياض، توظيف هذه القمة بين الرئيس السيسى وبين خادم الحرمين، لصالح العاصمتين، أولاً، ثم لصالح كل قطر عربى ثانياً، بكل طاقة ممكنة لديهما.
إننى أظن أن هذه هى الزيارة الأولى التى يقوم بها العاهل السعودى إلى بلد عربى، منذ أن تولى الحكم فى يناير قبل الماضى، إذا استثنينا المغرب، التى كان فيها فى الصيف، حيث كان يقضى إجازة هناك!
وحين يكون الأمر كذلك، تتبدى أهمية الزيارة التى تأتى فى وقت تبدو فيه بلاد العرب وكأنها فريسة تنهشها الذئاب من كل اتجاه تقع عليه عيناك!
وقبل أيام، كنت قد قرأت على لسان الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، أن بلاده بصدد إنشاء صندوق سيادى سوف يكون هو الأعلى قيمة فى العالم كله، إذا ما قورن بالصناديق المماثلة على وجه الأرض، لأنه سوف يضم 2 تريليون دولار.. يعنى 2000 مليار دولار، وأن إنشاءه سوف يكون بغرض أن تعتمد المملكة على غير البترول فى اقتصادها مستقبلاً، وأنها خلال 20 عاماً من الآن سوف لا يكون النفط دخلاً أساسياً بالنسبة لها، لأن الاستثمارات بكل أنواعها سوف تحل مكانه!
قرأت الخبر، فتساءلت على الفور: متى يكون عندنا صندوق سيادى من نوع ما نقرأ عنه فى أكثر من بلد، ومن نوع ما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان، فنحن أحوج الناس إليه، ثم إنه عندنا ليس من الضرورى أن يكون بمثل هذه الأرقام الفلكية.. فالأهم أن ينشأ، ثم يكبر بعد ذلك وينمو.
ومن قبل، كنت قد قرأت للدكتور نايف الرومى، رئيس هيئة تقويم التعليم فى السعودية، أن الهيئة تتجه إلى منح رخصة لكل مدرس، وأن حامل هذه الرخصة هو وحده الذى سيكون مسموحاً له بأن يتعلم الطلاب على يديه، وأن منحها سيكون آخر 2017، وأن الهدف هو ألا يعمل بالتدريس إلا الذى تأهل لذلك جيداً، وإلا الذى يستحق أن يكون مدرساً، فتعود هيبة المعلم وتكون فى مكانها.. وكان الدكتور الرومى يقول أيضاً، إن الرخصة هى مجرد جزء من كل، وإن الكل هنا يعنى، أن تكون بلاده بين أفضل 25 دولة تعليماً فى العالم، خلال مدى زمنى محدد مسبقاً.
ومن قبل قبل، كنت قد قرأت، منذ فترة، لوكيل التعليم العالى فى الرياض، أن بلده يتطلع إلى المبعوثين فى الخارج، من بين أبنائه، باعتبارهم نفط المستقبل فى أرضه، وأن النفط عندما يأتى عليه يوم ينفد فيه، باعتباره ثروة ناضبة بطبيعتها، فسوف يكون هؤلاء المتعلمون فى الخارج هم نفط السعودية البديل الذى لا ينفد ولا ينضب!
لا أملك بعد هذا كله، إلا أن أتساءل فى إلحاح عن «هيئة ضمان الجودة واعتماد التعليم» التى كان الدكتور حسام بدراوى قد قاتل من أجلها يوماً، فكانت له معها قصة سوف أعود إليها، لأنها تستحق، ولأن كل ما يتحدث عنه الدكتور الرومى فى بلاده اليوم، كان الدكتور بدراوى يريده ويعمل من أجله عندنا من سنين!