توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يد «أردوجان» التى تؤلمه

  مصر اليوم -

يد «أردوجان» التى تؤلمه

سليمان جودة

تمنيت لو أن الذين شرشحوا لأردوجان، بعد هجومه الأخير على النظام الحاكم فى مصر، أن يُنحوا مثل هذا الأسلوب فى الرد عليه، أو حتى على غيره، جانباً، وأن يبحثوا عن أشياء موضوعية توجعه، وتؤلمه، وتكشفه بالإجمال أمام العالم كله.. وما أكثرها!

مثلاً.. فات على الذين راحوا يردون على كلامه بأشياء هامشية، أنه إلى 24 ساعة مضت، كان يرفض الاشتراك فى مقاومة إرهاب تنظيم «داعش»، وأنه ظل ممتنعاً عن الاشتراك، منذ مؤتمر جدة، وأنه عندما قرر أن يشارك، أخيراً، وأخيراً جداً، فإنه فعل ذلك على استحياء ومضطراً!

فعله مضطراً لأنه أحس بأن بلدة «كوبانى» فى الشمال السورى، أى على حدود بلاده تركيا تماماً، توشك أن تخضع بكاملها لسيطرة التنظيم، بما قد يعنى أن شهية الإرهاب يمكن أن تتجه بعدها نحو الأراضى التركية ذاتها!

ولم يكن هذا وحده هو الذى فاتنا، ولا هو وحده الذى كان علينا أن نستغله فى معركتنا مع هذا الرجل، وأن نعلنه على الملأ، ومن فوق منصة الأمم المتحدة نفسها!

فات علينا أن نعلن من فوق المنصة الرئيسية هناك، ومن فوق كل منصة بعدها، أن وزير خارجيته حضر مؤتمر جدة، الذى نشأ فيه التحالف الدولى ضد الإرهاب الداعشى، وأن الوزير التركى رغم حضوره، مع 11 وزير خارجية آخرين، قد رفض التوقيع على البيان النهائى للمؤتمر، وكان معنى هذا، أن أنقرة لا تريد أن تقاوم إرهاباً يهدد المنطقة، فضلاً عما يمكن أن يهدده فى أنحاء العالم، وأنها - أقصد تركيا - تؤيده، إذن، وتدعمه، ثم تروح وتجىء بينها وبينه اتصالات، ومساعدات، ومساندات!

وكان أمامنا أن نقول، ولايزال، إن وزير خارجية أمريكا نفسه، قد ذهب بعد مؤتمر جدة إلى هناك، لإقناع الرئيس التركى بالمشاركة فى مقاومة الإرهاب، وإن الوزير الأمريكى قد فشل، وإن كل ما استطاع أن يقوله، بعد انتهاء زيارته، إن مشاركة تركيا سوف تتقرر لاحقاً.. تصوروا!

وقد كان أردوجان يتحجج بأن عنده 59 مختطفاً، لدى التنظيم فى الموصل، وأنه يخشى على حياتهم، إذا ما قرر هو المشاركة، وقد صدقناه، أو بمعنى آخر تظاهرنا بأننا نصدقه، فإذا بالمختطفين الأتراك يجرى الإفراج عنهم فجأة، دون أن تسيل نقطة دم واحدة من أى منهم، وإذا بالموضوع كله فى غاية الغموض، وإذا بالرئيس التركى لا يقول لنا ما الذى بالضبط بينه وبين الإرهابيين، بحيث يتم الإفراج عن مختطفيه لديهم هكذا بسهولة وإذا به بعدها يظل يمتنع، ويتمنع، فى المشاركة!!

وكان ديفيد كاميرون، رئيس وزراء إنجلترا، آخر الذين ذهبوا إلى أردوجان، قبل يومين، لإقناعه.. تخيلوا لإقناعه.. بأن الإرهاب لن يفرق بين ضحاياه فى المنطقة، ولا فى العالم!

هل يجوزر مع رجل مثل الرئيس التركى، هذا هو سجله فى التعاون مع الإرهاب، لا مقاومته، ولا محاربته، أن نتركه، عند الضرورة، دون أن نبين هذا الوجه المؤيد للإرهاب منه، أمام كل محب للسلام فى أرجاء الأرض؟!

وبالطبع، فإن ملفه السلبى فى مجال الحريات، وحقوق الإنسان، متخم جداً، ولا يحتاج منا سوى أن نقلِّب بعض أوراقه، وأن ننشر، باستمرار، هذه الأوراق على الدنيا، وعندها سوف يقتنع هو بأنه آخر الذين يمكن أن يقذفوا بيوت الآخرين بالطوب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يد «أردوجان» التى تؤلمه يد «أردوجان» التى تؤلمه



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon