توقيت القاهرة المحلي 18:02:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احسم.. يا سيسى

  مصر اليوم -

احسم يا سيسى

محمود مسلم

كل من عمل مع المشير عبدالفتاح السيسى يعلم أنه «رجل قوى وحاسم ومؤدب ومتدين» وفى أحد حواراته خلال الحملة الانتخابية قال: «البعض يعتقد بالخطأ أن الأدب والانضباط نوع من الضعف».. ورغم مرور شهر على تولى «السيسى» المسئولية لم يظهر غضبه وحسمه، ولم يشعر المصريون بتحول كبير فى إدارة الدولة حتى الآن، قد يكون لمزيد من الدراسة أو أن مشاكل الشعب الكثيرة قد تراكمت فوق رأسه أو أن المؤامرات والمتربصين يكثفون تحركاتهم لإجهاض نجاحه قبل أن يبدأ.
حتى الآن ما زال «السيسى» يتعامل بطريقة حسن النوايا ومحاولة اكتشاف مناطق الخير والاستفادة بها عند كل مصرى.. وللآن لم تنجح هذه الطريقة كثيراً.. كما أن البعض يراها لا تصلح لأن تكون الحل الوحيد لمشاكل مصر، خاصة أن الرجل دخل «عش الدبابير» داخلياً وخارجياً.. والدبابير لا تعرف الأخلاق وحسن النوايا، بل تحتاج إلى العدل والنظام والحسم..
نجح «السيسى» فى إبهار المصريين خلال الشهر الأول بتحركاته الخارجية.. وضرب المثل والقدوة فى الداخل حينما أعلن مبادرته بالتنازل عن نصف راتبه وثروته حتى يضمن تطبيق الحد الأقصى للأجور على كل الفئات، لكن يبدو أن الغضب سيطر على رجال الدولة، وعلى رأسهم بعض قيادات «الداخلية»، مما اضطر الرجل إلى مصارحتهم فى اجتماعه الأخير معهم «اللى مش قادر يشتغل يمشى ولّا موضوع الحد الأقصى عامل مشكلة».. كما أن مبادرته كانت محاولة لفتح صفحـة شريـفـة مع رجال الأعمـال لتحمل المسئـولية الــوطنية بعد أن دعاهم من قبل للمشـاركة خلال اجتماعه معهم، لكن نتيجة المحاولتين غير مُرضية ولا تتناسب تماماً مع ما تمر به مصر من أزمات، أما مصيبة «السيسى» الكبرى فتتمثل فى حكومته التى ترك تشكيلها لرئيس وزرائه وفقاً للدستور، فجاءت مخيبة للآمال وغير قادرة أو مؤهلة لتحقيق أحلامه وطموحاته فى دولة مصابة بالترهل قبل يناير 2011، والتسيب خلال الفترة الانتقالية الأولى والأخونة قبل 30 يونيو والعشوائية بعدها.. وبالتالى فإن الجهاز الإدارى بالدولة يحتاج إلى وقفة جادة وحقيقية، وبعيداً عن الحكومة الحالية التى غرقت فى مشروع رفع الدعم عن الوقود وزيــارات «الشو الميدانية»، والأغـرب أن الحــكومة تــراهن على الضمير الوطنى للتجار، ولم تفصـح بعد عن إجراءاتها ضد معدومى الضمير، وكأن مصر تسكنها الملائكة.
لقد بلع «الشعب» التعديل الوزارى السيئ الذى تم بلا رؤية.. وما زال الصحفيون يحاولون بلع تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية التى جرت دون رؤية أيضاً.. لكن لا يمكن أن يهضم الشعب التسيب الأمنى الذى جرى الأيام الماضية، بداية من أحداث «الاتحادية» مروراً بالمحاولة الفاضحة لتهريب المتهم عادل حبارة، ثم تسريب رسالة الإخوانى محمد البلتاجى بالفيديو لأعضاء «الجماعة الإرهابية» الخائنة، وهروب عبدالرحمن عز إلى قطر، وأعتقد أن الحوادث الأربعة مثلت قوة دفع لخروج الإخوان فى ذكرى عزل رئيسهم الفاشل، فتراخى الدولة فى أهم ملف وهو الأمن أصبح لا يحتمل الصبر وحسن النوايا أكثر من ذلك، خاصة أن الثمن يدفعه الأبرياء من الشرطة والجيش والشعب من أرواحهم.
أزمة انقطاع الكهرباء تنتشر.. وفوضى محطات الوقود تتوسع.. وهناك بعض المناطق تعانى نقص مياه الشرب.. والناس تئن من ارتفاع الأسعار ومافيا السلع والمواصلات، بينما الحكومة تدرس الموازنة والدعم وحتى الآن لحظات الإبهار والنجاح تبدأ وتتوقف عند «السيسى»، وفى النهاية سيتحمل «المشير» وحده المسئولية، والمؤكد أنه أول من سيدفع الثمن، ليس جراء مؤامرات أعدائه فقط، ولكن لأنه يثق كثيراً فى مسئولين لا يدركون حجم المخاطر والتحديات، ولأنه يتعامل معهم وغيرهم بحسن النوايا والود والرقى.. بينما مشكلات مصر تحتاج إلى القوى العادل والسريع الناجز.. «احسم يا سيسى»!!
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احسم يا سيسى احسم يا سيسى



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon