توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى».. ورجال الأعمال

  مصر اليوم -

«السيسى» ورجال الأعمال

محمود مسلم

أعتقد أن التعامل مع رجال الأعمال، أو بمعنى أدق الرهان عليهم لدعم مسيرة التقدم، يعتبر من الملفات الصعبة على مائدة المشير عبدالفتاح السيسى، فالرجل حاول معهم خلال حملته الانتخابية أن يشرح لهم طبيعة التحديات ويدعوهم صراحة للتنازل عن بعض ثرواتهم لبناء مصر الجديدة، لكن أحداً لم يستجِب، وللأسف تحولت المعركة على الرأى العام، وانهارت فيها الصورة الذهنية لرجال الأعمال أكثر، وبدلاً من أن يتكاتفوا ليقدموا مبلغاً كبيراً لإنقاذ الوطن اتفقوا على عدم الدفع.

حاول «السيسى» مرة أخرى أن يفتح لهم باباً للمشاركة أكثر كرامة من خلال فتح حساب «تحيا مصر»، وقدم القدوة بأن تبرع بنصف ثروته ومرتبه، فاستجاب قليلون بينما راح آخرون يتفلسفون، أما الأغلبية فاختفوا، فى ظروف غامضة، وكأن الأمر لا يعنيهم، مع أن أى مدقق يعلم أن المقصود بحساب «تحيا مصر» هم رجال الأعمال وليس الفقراء. ومع ذلك فقد تبارى الغلابة فى التبرع، لكن أموالهم لن تقدم شيئاً.

كل ذلك والرأى العام يعتقد أن هناك معركة بين «السيسى» ورجال الأعمال، والبعض بنى سيناريوهات غير واقعية وتوقعات بأن يفتح الرئيس الجديد ملفات رجال الأعمال، خاصة الذين أداروا ظهورهم لمصر فى وقت الحاجة خلال مرحلة صعبة، وبدأ آخرون يحلمون بالتأميم، وآخرون بالمطاردة، مع أوهام بأن ذلك الأمر سيزيد من شعبية الرئيس وسيسعد الفقراء.. وبدأ البعض فى دغدغة مشاعر البسطاء.. بنفس الطريقة التى تم التعامل بها مع ملف استرداد الأموال، ونسى الجميع أن المناخ أصبح مختلفاً، وأن أية إجراءات استثنائية إذا كانت ستجلب أموالاً كثيرة فستعقبها خسائر أكبر، كما أن الثوار والإخوان ما بعد 25 يناير قلَّبوا فى كل المخالفات غير القانونية بالحق والباطل لدى معظم رجال الأعمال، وبالتالى لم يتبقَّ سوى القليل الذى قد يجلب مشاكل كثيرة.

حاول «السيسى» مرة أخرى استيعاب رجال الأعمال والرهان على ضميرهم الوطنى خلال منتدى «الأخبار» الاقتصادى منذ أيام وبناء جسور للثقة والاطمئنان معهم تسهم فى دفع عجلة الإنتاج والتنمية، لكن الأهم، من وجهة نظرى، هو تلك المناقشات الفاعلة فى إقرار إجراءات واضحة لتسهيل عمليات الاستثمار بشكل أفضل، ووضع فواصل واضحة بين المال العام واستغلال رجال الأعمال.

كل الرهانات على وطنية رجال الأعمال خاسرة حتى الآن، باستثناء مبادرات وطنية قليلة للأسف.. وبالتالى فليس أمام «السيسى» إلا إظهار قوة الدولة، ليس فى مطاردات رجال الأعمال، ولكن فى وضع قواعد صارمة للتعامل معهم تجذب الاستثمار وتضمن قواعد عادلة، وتحافظ على حقوق الدولة، وأن يكون هامش الربح فى حدود المستويات الدولية دون تصنيفهم بين وطنى وغير وطنى، فالدولة عليها أن تعلن قواعدها للجميع دون حملات تشويه، فرجل الأعمال فى أى دولة هدفه الأول الربح، و«هذا حقه»، بشرط أن يمنح الدولة حقوقها بالطبع حتى يستفيد الجميع ويعيشوا فى سلام.. الوطن.. الفقراء.. رجال الأعمال!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» ورجال الأعمال «السيسى» ورجال الأعمال



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon