توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضاء.. وأكذوبة «هويدى»

  مصر اليوم -

القضاء وأكذوبة «هويدى»

محمود مسلم

مارس الكاتب الصحفى، فهمى هويدى هوايته الإخوانية فى مهاجمة ثورة الشعب المصرى، التى انطلقت فى 30 يونيو مع الإشادة الدائمة والدفاع المستمر عن مجموعته «الإخوان وتركيا وإيران وقطر»، فيما أشاد بالقضاء التركى وطعن فى مصداقية قضاء بلاده، مستشهداً بانتقادات الغرب لحكم الإعدام الذى صدر ضد 600 إخوانى، ووصفه بـ«الفضيحة العالمية».. واتخذ «هويدى»، كعادته، كلمات من منظمة العفو الدولية ووزير خارجية بريطانيا وبعض الصحف، التى اعتادت مثله مهاجمة ثورة المصريين وإرادتهم، مثل «الجارديان» وبعض الصحف الألمانية واختتم مقاله، متهماً القضاء المصرى بأنه غير مستقل، وأصبح جزءاًَ من السياسة، مطالباً من لديه ما يثبت غير ذلك بأن يدله عليه.
يبدو أن «هويدى» تناسى وقفة القضاء المصرى ضد جماعته، وتجاهل محاولات إخوانه لتركيع القضاء، بل والمجتمع كله من خلال النائب الخاص الذى عينه رئيسه د. محمد مرسى، ولم يكن «هويدى» وقتها منزعجاً من مثل هذه التصرفات سواء النماذج التى قدمها «مرسى»، مثل وليد شرابى، منسق حركة «شرابى من أجل مرسى»، والذى كان يزور مكتب الإرشاد، وضبطته مصورة بجريدة الشروق، ونشرت الصورة، ولم يعلق عليها «فهمى»، إلا إذا كان لا يقرأ جريدته، أو نقل «شرابى» مستشاراً بوزارة المالية فى حكومة «مرسى» الإخوانية، أو لم يعرف كم القضايا التى لفقها رئيسه، وجماعته لكل المختلفين معه، عبر نائبهم الخاص، المستشار طلعت عبدالله، الذى عينوه بقوة الميليشيات الإخوانية، وعليه أن يسأل ماذا كان يحدث فى نيابة الأموال العامة، أو أمن الدولة العليا وغيرهما.. يبدو أن «هويدى» لم يرَ حصار ميليشيات جماعته للمحكمة الدستورية العليا وكيف تم تفصيل الدستور للإطاحة ببعض القضاة على خلاف الأعراف الدولية، والأغرب أن هذه المنظمات والصحف، التى يستشهد بها الآن، قد أدانت وقتها تصرفات رئيسه ضد القضاء، لكن يبدو أن «هويدى» كان يعيش فى نعيم تركيا، فلم يكن يقرأها.
لقد تعرض القضاء المصرى فى عهد إخوان هويدى لحملة مسعورة للنيل من استقلاله، وتعرض قضاته لأكبر عمليات الترويع والتهديد وتحول الإخوان من الشعار الذى طالما استخدموه «فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله»، إلى اتهامات للقضاء بالفساد والتسييس، وغيرها من الأكاذيب.. كما لا ينسى أحد بدعة قضاة التحقيق التى استخدمها الإخوان فى تلفيق القضايا إلى كل مخالفيهم، بداية من الفريق أحمد شفيق، مروراً بالمستشار أحمد الزند وأصحاب القنوات والصحف وغيرهم، كما أن «هويدى» لا يعرف بيزنس الصفقات مع رجال الأعمال المحبوسين، وإلا لماذا زار رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك، رجل الأعمال، هشام طلعت مصطفى فى السجن.
يفتخر «هويدى» بموقف رئيس المحكمة الدستورية فى تركيا، الذى هاجم بشدة وقسوة رجب طيب أردوغان، بسبب الإجراءات الحكومية بحق القضاء، حتى اتهمه بـ«فساد الضمير» ونسى، أو تناسى كعادته، حيث إن ذاكرته لا تستوعب سوى الإشادة بإخوانه، موقف قضاة مصر ضد «مرسى» ونظامه وتعليقهم العمل بالمحاكم لأول مرة، ورفض معظمهم الإشراف على الدستور الإخوانى، كما نسى صلابة المستشار أحمد الزند فى مواجهة هجمة الإخوان الشرسة على القضاء، والموقف المشرف للمستشار مصطفى خاطر فى «قضية الاتحادية»، وجرأة المستشار خالد محجوب، وصمود المستشارة تهانى الجبالى والوقفة الشجاعة لأغلبية قضاة مصر ضد الأخونة وغياب العدل.. وحتى بعد ثورة 30 يونيو، اعترض المستشار أحمد الزند على اقتراح المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، بتحصين البرلمان المقبل فى مواجهته، واحترم الرجل، وتراجع واعتذر ليؤكد أيضاً أنه رئيس عادل قوى لا يأبى الاعتذار إذا أخطأ، وليس مثل مرسى الذى يعشق التمادى فى الأخطاء.
سيظل القضاء المصرى هو حصن العدالة وحامى المصريين فى مواجهة أى سلطة غاشمة، مهما طاله من مؤامرات الخارج أو الداخل، ليؤكد قضاء مصر شموخه فى مواجهة أكذوبة «هويدى» وأمثاله!!
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضاء وأكذوبة «هويدى» القضاء وأكذوبة «هويدى»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon