توقيت القاهرة المحلي 18:00:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القضاء.. وأكذوبة «هويدى»

  مصر اليوم -

القضاء وأكذوبة «هويدى»

محمود مسلم

مارس الكاتب الصحفى، فهمى هويدى هوايته الإخوانية فى مهاجمة ثورة الشعب المصرى، التى انطلقت فى 30 يونيو مع الإشادة الدائمة والدفاع المستمر عن مجموعته «الإخوان وتركيا وإيران وقطر»، فيما أشاد بالقضاء التركى وطعن فى مصداقية قضاء بلاده، مستشهداً بانتقادات الغرب لحكم الإعدام الذى صدر ضد 600 إخوانى، ووصفه بـ«الفضيحة العالمية».. واتخذ «هويدى»، كعادته، كلمات من منظمة العفو الدولية ووزير خارجية بريطانيا وبعض الصحف، التى اعتادت مثله مهاجمة ثورة المصريين وإرادتهم، مثل «الجارديان» وبعض الصحف الألمانية واختتم مقاله، متهماً القضاء المصرى بأنه غير مستقل، وأصبح جزءاًَ من السياسة، مطالباً من لديه ما يثبت غير ذلك بأن يدله عليه.
يبدو أن «هويدى» تناسى وقفة القضاء المصرى ضد جماعته، وتجاهل محاولات إخوانه لتركيع القضاء، بل والمجتمع كله من خلال النائب الخاص الذى عينه رئيسه د. محمد مرسى، ولم يكن «هويدى» وقتها منزعجاً من مثل هذه التصرفات سواء النماذج التى قدمها «مرسى»، مثل وليد شرابى، منسق حركة «شرابى من أجل مرسى»، والذى كان يزور مكتب الإرشاد، وضبطته مصورة بجريدة الشروق، ونشرت الصورة، ولم يعلق عليها «فهمى»، إلا إذا كان لا يقرأ جريدته، أو نقل «شرابى» مستشاراً بوزارة المالية فى حكومة «مرسى» الإخوانية، أو لم يعرف كم القضايا التى لفقها رئيسه، وجماعته لكل المختلفين معه، عبر نائبهم الخاص، المستشار طلعت عبدالله، الذى عينوه بقوة الميليشيات الإخوانية، وعليه أن يسأل ماذا كان يحدث فى نيابة الأموال العامة، أو أمن الدولة العليا وغيرهما.. يبدو أن «هويدى» لم يرَ حصار ميليشيات جماعته للمحكمة الدستورية العليا وكيف تم تفصيل الدستور للإطاحة ببعض القضاة على خلاف الأعراف الدولية، والأغرب أن هذه المنظمات والصحف، التى يستشهد بها الآن، قد أدانت وقتها تصرفات رئيسه ضد القضاء، لكن يبدو أن «هويدى» كان يعيش فى نعيم تركيا، فلم يكن يقرأها.
لقد تعرض القضاء المصرى فى عهد إخوان هويدى لحملة مسعورة للنيل من استقلاله، وتعرض قضاته لأكبر عمليات الترويع والتهديد وتحول الإخوان من الشعار الذى طالما استخدموه «فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله»، إلى اتهامات للقضاء بالفساد والتسييس، وغيرها من الأكاذيب.. كما لا ينسى أحد بدعة قضاة التحقيق التى استخدمها الإخوان فى تلفيق القضايا إلى كل مخالفيهم، بداية من الفريق أحمد شفيق، مروراً بالمستشار أحمد الزند وأصحاب القنوات والصحف وغيرهم، كما أن «هويدى» لا يعرف بيزنس الصفقات مع رجال الأعمال المحبوسين، وإلا لماذا زار رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك، رجل الأعمال، هشام طلعت مصطفى فى السجن.
يفتخر «هويدى» بموقف رئيس المحكمة الدستورية فى تركيا، الذى هاجم بشدة وقسوة رجب طيب أردوغان، بسبب الإجراءات الحكومية بحق القضاء، حتى اتهمه بـ«فساد الضمير» ونسى، أو تناسى كعادته، حيث إن ذاكرته لا تستوعب سوى الإشادة بإخوانه، موقف قضاة مصر ضد «مرسى» ونظامه وتعليقهم العمل بالمحاكم لأول مرة، ورفض معظمهم الإشراف على الدستور الإخوانى، كما نسى صلابة المستشار أحمد الزند فى مواجهة هجمة الإخوان الشرسة على القضاء، والموقف المشرف للمستشار مصطفى خاطر فى «قضية الاتحادية»، وجرأة المستشار خالد محجوب، وصمود المستشارة تهانى الجبالى والوقفة الشجاعة لأغلبية قضاة مصر ضد الأخونة وغياب العدل.. وحتى بعد ثورة 30 يونيو، اعترض المستشار أحمد الزند على اقتراح المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، بتحصين البرلمان المقبل فى مواجهته، واحترم الرجل، وتراجع واعتذر ليؤكد أيضاً أنه رئيس عادل قوى لا يأبى الاعتذار إذا أخطأ، وليس مثل مرسى الذى يعشق التمادى فى الأخطاء.
سيظل القضاء المصرى هو حصن العدالة وحامى المصريين فى مواجهة أى سلطة غاشمة، مهما طاله من مؤامرات الخارج أو الداخل، ليؤكد قضاء مصر شموخه فى مواجهة أكذوبة «هويدى» وأمثاله!!
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضاء وأكذوبة «هويدى» القضاء وأكذوبة «هويدى»



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon