توقيت القاهرة المحلي 17:11:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم

  مصر اليوم -

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم

محمود مسلم

يراهن الرئيس السيسى على رفع درجة الوعى عند النخب السياسية والمواطنين ليستوعبوا أن مصر فى حالة حرب، أى لا تحتمل البحث عن المصالح الشخصية أو الفئوية أو غياب الأولويات وتقديم الطلبات الترفيهية، لكن فى ظل هذا الجهد الذى يبذله «السيسى»، ولم يكن بالحماس نفسه مع جهازه الإدارى الذى يمسك بعصب البلاد، وانصب تركيزه حتى الآن على تخفيض النفقات والمرتبات دون رفع الوعى والتدريب ومعالجة أوجه القصور والإهمال.

«دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم».. هكذا قال المصريون قديماً، وما يحدث فى أهم ملف فى مصر يُنذر بخراب الدولة، وهو التقصير الأمنى وغياب الرؤية، وأبرز دليل على ذلك واقعة سجن المستقبل بالإسماعيلية وهروب اثنين من المساجين، أحدهما إرهابى، والتى تمثل جريمة لا تتناسب بأى حال مع اللحظة الراهنة، ومن يقرأ تفاصيل تحقيقات النيابة يكتشف أننا أمام «فضيحة» مكتملة الأركان، أو بمعنى أدق منظومة فساد لم تكن تظهر فى هذه المرحلة بمثل هذه الحرفية فى الأداء، إلا إذا كان الإهمال هو سيد الموقف ومناخ العمل الذى يشجع على ارتكاب الجريمة، وإذا كانت وزارة الداخلية تعاملت مع هروب المتهم عادل حبارة بطريقة عدم نشر الغسيل «اللى مش كويس»، من خلال تحقيقات داخلية انتهت بحرمان رئيس المأمورية من رتبة اللواء وخروجه إلى المعاش، فإنها لم تفلح فى تكرار السيناريو، لأن جريمة سجن الإسماعيلية اكتملت بالفعل وهرب المسجونان، وحققت فيها النيابة، ثم خرجت الداخلية بعدها تعترف بمصيبتها.

كتبت منذ حوالى شهر مقالاً تحت عنوان «احسم يا سيسى»، كتبت فيه: «لقد بلع الشعب التعديل الوزارى السيئ الذى تم بلا رؤية.. وما زال صحفيون يحاولون بلع تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية التى جرت دون رؤية أيضاً.. لكن لا يمكن أن يهضم الشعب التسيُّب الأمنى الذى جرى الأيام الماضية، بداية من أحداث الاتحادية، مروراً بالمحاولة الفاضحة لتهريب المتهم عادل حبارة، ثم تسريب رسالة الإخوانى محمد البلتاجى بالفيديو، لأعضاء الجماعة الإرهابية الخائنة، وهروب عبدالرحمن عز إلى قطر، وأعتقد أن الحوادث الأربع مثّلت قوة دفع لخروج الإخوان فى ذكرى عزل رئيسهم الفاشل.. فتراخى الدولة فى أهم ملف، وهو الأمن، أصبح لا يحتمل الصبر وحسن النوايا أكثر من ذلك، خصوصاً أن الثمن يدفعه الأبرياء من الشرطة والجيش والشعب من أرواحهم».

سيظل الملف الأمنى لفترة طويلة لا يحتمل «التهريج»، خصوصاً أن الناس انتخبت «السيسى»، كما قال هو فى أحد حواراته، لخوفهم من المستقبل، وبالتالى يجب على الرئيس المخلص مراجعة كل تفاصيله بدقة وبسرعة، فليس من المقبول وفاة 11 مصرياً فى أقسام الشرطة، ثم بعدها تقرر الداخلية تركيب تكييفات فى الأقسام المزدحمة بالمساجين، وهل كانت الوزارة بحاجة إلى وفاة 11 روحاً، مهما كانت انتماءاتهم أو جرائمهم، لعلاج أزمة الازدحام، كما أنه حتى الآن لم تظهر رؤية واضحة لعلاج أزمة تكدس السجون أو إشكالية تطوير تقنيات مواجهة الإرهاب، بل وصل الأمر إلى هروب مساجين، ثم إلقاء القبض عليهم بأيادى رجال الداخلية أنفسهم.. فهل هناك إهمال وتقصير وتغييب أكثر من ذلك؟! خصوصاً أن زيارات الشو الميدانية لم تحل مشاكل حقيقية!!

■ المؤامرات تحاك ضد مصر فى الداخل والخارج.. والأمور لا تحتمل البطء أو التجريب.. فالمترصدون تزداد شراستهم مع تراجع أملهم فى تفكيك وحدة الشعب.. والمصريون هم من اخترعوا قديماً أن الإهمال أكثر دماراً من الظلم.. ومصر لا تحتمل إهمالاً ولا ظلماً مرة أخرى، خاصة مع رئيس مخلص ووطنى وخبراته الأمنية كبيرة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon