توقيت القاهرة المحلي 13:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كراكون فى كندا

  مصر اليوم -

كراكون فى كندا

بقلم - محمود مسلم

لا أعتقد أن الزعيم عادل إمام كان يتخيل حينما أدى فيلم «كراكون فى الشارع» خلال فترة الثمانينات أن الفكرة يمكن أن تتحول إلى حقيقة.. ولكن هذا ما حدث بالفعل ولكن ليس فى مصر بل بإحدى جامعات كندا.. فخلال زيارة إلى مدينة أوتاوا وبالتحديد فى جولة داخل جامعة كارلتون فوجئت بأوتوبيس عبارة عن شقة، وأشار إلىّ المصرى د.ياسر حسن، رئيس قسم الهندسة المدنية بالجامعة، والذى هاجر إلى كندا منذ سنوات بعيدة، بأن هذا مشروع لأحد أساتذة الجامعة، وشرح لى د. ياسر أن الهدف هو الاستفادة من الطاقة الشمسية فى توفير احتياجات السكن الجديد من الكهرباء، ومن الأمطار فى توفير المياه بدون أى أعباء على الدولة.. وبالطبع فإن مشكلة الطاقة تمثل إحدى أهم القضايا فى الدول الغربية.

سعدت بالفكرة، خاصة أن هذه الجامعة تضم عدداً من العلماء المصريين يفخر بهم أى زائر لها ينتمى للمحروسة، حتى إن أحدهم، وهو د. رفيق جبران وصل إلى درجة نائب رئيس جامعة كارلتون، كما التقينا أيضاً مع د. عبدالحليم عمر، أستاذ الهندسة المصرى بالجامعة، والذى يعد بمثابة العمدة الزملكاوى هناك، فقد التقينا فى مكتبه بعدد كبير من الباحثين المصريين والعرب يتعامل معهم بالروح المصرية، ورغم عشق د. عبدالحليم لكرة القدم حتى إنه حدثنا عن مباراة الأهلى ووادى دجلة التى لم نشاهدها، فإنه أيضاً قدم اختراعه فى رصف الطرق إلى وزارة الإنتاج الحربى المصرية، بعد استئذان الجامعة الكندية. ويتم حالياً التنفيذ الذى سيحقق جودة فى الطرق وتوفيراً فى التكلفة.

خلال جولة فى 3 جامعات كندية مع الصديقين علاء ثابت، رئيس تحرير «الأهرام»، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير «الشروق»، ومجدى القاضى رئيس مجلس أمناء الجامعة الكندية بالقاهرة، والتى افتتحت أول جامعة أجنبية بالعاصمة الإدارية هذا العام، لم يتوقف انبهارنا وفخرنا بعلمائنا المصريين فى كندا، فعندما ذهبنا إلى جامعة «ووترلو» القريبة من تورنتو، وأثناء الجولة هناك، فوجئنا بالمتحدثة تقول لنا إن هذا المبنى الفخم يطلق عليه اسم د. عادل سيدرة، وهو عالم مصرى أيضاً فى مجال الهندسة. سألنا بعدها صاحب الدعوة مجدى القاضى عن سيدرة، فقال إنه كان عميداً لكلية الهندسة، وأطلقوا اسمه على المبنى تقديراً لأبحاثه ونبوغه، حتى عندما جاءت سيرته مع العمدة د. عبدالحليم عمر قال عنه: لقد تُرجمت كتبه إلى 7 لغات، وهو من أهم علماء الهندسة فى العالم.

وتتوالى المفاجآت والنجاحات المصرية، فحينما ذهبنا إلى مقاطعة «برنس إدوارد»، وهى عبارة عن جزيرة فى المحيط الأطلنطى ذات طابع زراعى وصف جماله صعب، كان الأهم عندما تمتزج هذه الطبيعة الخلابا بدفء الشرق وحميميته مع د. علاء عبدالعزيز، رئيس الجامعة المصرى، وهو أستاذ للكيمياء فى جامعة عين شمس حصل على الدكتوراه فى كندا، واستمر بها، وتزوج منها، حتى شغل منصب رئيس جامعة برنس إدوارد منذ نحو 8 سنوات، مع العلم أن رئيس الجامعة السابق هو رئيس وزراء المقاطعة الحالى.. ود. علاء متابع جداً للشأن المصرى، وحريص أيضاً على متابعة مباريات الأهلى ومحمد صلاح، ويتواصل يومياً مع والدته، ويحرص على زيارة مصر سنوياً، ويتفاعل مع عاداتها وقيمها، ولا يكف عن تذكر هذه العادات والسلوكيات القديمة، ويحظى بشعبية كبيرة بين الكنديين.. وقد دعانا مع زوجته إلى الغداء بمنزلهما، وأبهرانا بالحفاوة والكرم المصرى الكندى الأصيل.

وكان الختام على عشاء فى تورنتو، بدعوة من د. ممدوح شكرى، رئيس جامعة يورك المصرى، الذى غادر منصبه منذ عام، لكن الجامعة منحته الرئاسة الشرفية. وقد تعرفنا على د. شكرى فى زيارتنا السابقة منذ عامين، والتقينا معه فى القاهرة مرتين خلال هذه الفترة، وهو رجل يحمل رؤية متطورة وواقعية، وزادت زياراته لمصر بعد انتهاء فترة رئاسته للجامعة، وهو حريص على عمل دعاية لـ«مصر للطيران».

الحديث مع د. شكرى يجمع ما بين الماضى والحاضر، فالرجل كان يعشق عبدالناصر، ولكن تراجع هذا الحب قليلاً مع تطور الزمن واختلاف الرؤى، ومنبهر بالإصلاح الاقتصادى الحالى فى مصر، وينصح بضرورة أن يوازيه مزيد من الحريات لضمان حمايته.. ويرى أن مصر تطورت خلال السنوات الأخيرة بدرجة مذهلة.

العلماء المصريون فى كندا ونجاحهم دليل جديد على النبوغ المصرى إذا توافر المناخ الجيد، وتأكيد على أن مصر ولاّدة ومصدّرة للعقول ولأفكار الأفلام!!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كراكون فى كندا كراكون فى كندا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon