توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكومة «مدبولى» الشباب والانسجام!!

  مصر اليوم -

حكومة «مدبولى» الشباب والانسجام

بقلم-محمود مسلم

أهم ما فى التعديل الوزارى المطروح هو النزول بعمر رئيس وزراء مصر من 63 عاماً إلى 52، وهو سن د. مصطفى مدبولى رئيس الحكومة الجديد، وأعتقد أن ذلك سيصب فى إضفاء الحيوية على العمل الحكومى وتطوير الجهاز الإدارى، فبعد أن كانت الولاية الأولى للرئيس السيسى تعتمد على تثبيت مؤسسات الدولة، فالولاية الثانية ستعمل على تطوير هذه المؤسسات بأحدث التكنولوجيات الحديثة، كما أن العمل الحكومى يحتاج إلى ثورة إدارية لا تقف عند إقرار قانون الخدمة المدنية، بل تتجاوزه إلى أفق أوسع بكثير، حتى يحصل المواطن على خدماته بأقل جهد وأسرع وقت.. كما أن النزول بعمر رئيس الوزراء سيعقبه وجود عدد من الوزراء شباب السن يستطيعون أن يخاطبوا الأجيال الأقل، خاصة أن الجميع يعلم بوجود فجوة بين الشباب والحكومة خلال الفترة الماضية.

أعتقد أيضاً أن الزيارات الميدانية ستكون الأداة الحقيقية للتقييم، بعيداً عن المكاتب، وذلك كان منهج «مدبولى» فى إدارته لوزارة الإسكان خلال السنوات الماضية، كما سيعقب التعديل الوزارى تغيير للمحافظين، سيتم فيه أيضاً النزول بالأعمار، مما يعطى دفعة كبيرة للحركة فى المحافظات.

مما لا شك فيه أن حكومة الولاية الثانية للرئيس السيسى، التى يقودها د. مصطفى مدبولى، ستختلف كثيراً عن حكومتى الولاية الأولى، اللتين قادهما باقتدار م. إبراهيم محلب، وم. شريف إسماعيل، فإذا كانت الظروف فى السنوات الأربع الماضية مختلفة، حيث كنا دولة خارجة من ثورتين وإرهاب ومؤامرات وحالة سيولة فى الشارع، وكان هناك كثير من الاعتذارات عن المناصب ومناخ لعدم الثقة، فإن ظروف حكومة مدبولى أفضل بكثير، فالأمور أكثر استقراراً، ومرتبات الوزراء والمعاشات قد زادت، والثقة فى الاستقرار مرتفعة، مما يجعل الاعتذارات ضعيفة نسبياً مقارنة بما تم من اعتذارات فى الحكومتين السابقتين، وبالتالى أمام مدبولى فرصة قوية لإحداث نهضة حقيقية فى الأداء الحكومى، خاصة أن الرجل يملك خبرة كوزير تعدت سنوات، كما أنه يكاد يكون الوحيد الذى مارس دور «قائم بدور رئيس الوزراء» قبل أن يتولى المنصب، وكان اصطحاب الرئيس له فى القمة العربية مؤشراً كبيراً لتأهيله للمنصب.

د. مدبولى العالم النشيط الدؤوب المتواضع -الذى أنصفه الرئيس فى المؤتمر الأخير بسبب ما تعرض له من انتقادات خلال أزمة الأمطار الأخيرة بالتجمع الخامس- أمامه تحديات كبيرة، أهمها تحقيق الانسجام بين الوزراء والعمل بروح الفريق، خاصة أن هذه الحكومة ستكون الأكثر استقراراً، فلا يجب أن نسمع مرة أخرى عن خلافات بين المجموعة الاقتصادية أو بين وزراء الخدمات. الأهم أن الحكومة الجديدة تحتاج إلى اقتحام عدة ملفات عامة، بالإضافة إلى تخصص كل وزير.. هذه القضايا العامة لا يمكن أن تحل جزئياً أو كلياً بوزير واحد مهما كانت كفاءته، بل تحتاج لفريق متكامل بروح الانسجام، ولعل أبرز هذه القضايا هى المواجهة الفكرية للإرهاب والتى تحتاج إلى جهد ضخم ومنظم من كافة مؤسسات الدولة، ثم المشكلة السكانية التى تعصف بكل جهود الرئيس والحكومات المختلفة وتحتاج إلى تضافر وزارات مختلفة. وبالطبع الأزمة الاقتصادية التى تحتاج إلى رئيس للمجموعة الاقتصادية طالما رئيس الوزراء غير متخصص فى الاقتصاد، وتحتاج إلى انسجام كبير بين الوزراء، وكذلك مع البنك المركزى، ثم قضية الإعلام، فمدبولى المعروف عنه أنه غير اجتماعى يحتاج إلى التواصل الشعبى والمجتمعى مع المصريين، وليس عبر متحدث كل وزارة، ولكن برؤية واضحة وشاملة للتفاعل والحوار مع الناس، لأن جزءاً من نجاح الحكومة يتوقف على إقناع الشعب ببرامجها وخططها.

الخلاصة أننا أمام رئيس وزراء شاب عمن قبله.. يزعل.. ويغضب.. ويتأثر.. ويتفاعل.. ليس سياسياً، لكنه يملك الكثير من القدرات الإنسانية والخبرات الفنية وظروفه أفضل من سابقيه.. والتحدى الأهم الذى يواجهه أن تكون الحكومة وحدة واحدة.. يتكلم كل وزرائها لغة واحدة. وينفذون رؤية وخطة واحدة.. والله الموفق.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة «مدبولى» الشباب والانسجام حكومة «مدبولى» الشباب والانسجام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon