توقيت القاهرة المحلي 11:38:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيش إذا أخطأ

  مصر اليوم -

الجيش إذا أخطأ

محمود مسلم

أخطأ د. عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية، حينما أعلن رأيه فى العلاج الجديد لأحد ضباط القوات المسلحة، لأنه لم يدرك حتى الآن أنه مسئول فى الدولة، وكان عليه مراجعة المؤسسات أولاً، وأخطأ «حجى» مرة أخرى حينما تحدث بالنيابة عن رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور والمشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وقال إنهما فوجئا بالاكتشاف الجديد، لكن الغريب أن الاثنين «منصور والسيسى» لم يعلقا، أما الأغرب فتلك الحملة التى طالت كل من تجرأ وانتقد أو أبدى أسئلة حول العلاج الجديد، واعتبارهم كارهين وحاقدين على الجيش المصرى. أخطأ الجيش، إذا كان الاختراع لم يتأكد من قدرته على العلاج بعد، بأن ترك الأمر لفريق الباحثين يتحدثون باسم الجيش عن اختراع علمى من حق الجميع الاطلاع عليه دون اتهامات باختراق الأمن القومى، فإذا أراد الجيش أن يدخل عالم الطب، وهذا حقه وحق الشعب عليه، فعليه أن يتسع أفق القائمين عليه للانتقادات العلمية وغير العلمية، سواء من الخائفين والمحبين للجيش أو حتى الحاقدين عليه. وأخطأ الجيش، مرة أخرى إذا كان متأكداً من سلامة وصحة الاختراع، لأن الإخراج والإعلان تم بشكل سيئ ولا يتناسب تماماً مع حجم الحدث وأهميته ولا مكانة المؤسسة العسكرية وقدراتها.. وإذا كانت الحملة على الاختراع طبيعية نظراً لأنه «خارق»، لو ثبت صحته، فإن عرضه لم يكن طبيعياً، وبدلاً من أن تقوم وزارة الدفاع بالحوار مع المختلفين تركتهم لهواجسهم ومن يتهمهم بالجهل أحياناً وبالتآمر فى أحيان أخرى، وهو سلوك معيب وغير مطمئن على المرحلة المقبلة. جزء كبير من الاختلاف بين المجلس العسكرى الحالى الذى يقوده المشير عبدالفتاح السيسى والمجلس العسكرى السابق الذى قاده المشير حسين طنطاوى يتمثل فى الإعلام والتفاعل مع المجتمع، فقد أصبح للجيش متحدث رسمى صاحب كفاءة، ولا توجد شائعة إلا ويتم الرد عليها، ولا تُطرح قضية إلا ويجرى التفاعل معها فيما يخص الجيش، كما أنه جرى بناء علاقات صحية مع رموز المجتمع استطاعوا من خلالها التعرف عن قرب على هذا الكيان الضخم بقيمه وتقاليده وتحدياته وشموخه، وبالتالى كان يجب أن يحسن الجيش إبراز اختراعه للعالم كله وليس للمصريين فقط، بدلاً من هذا التخبط والتضارب الذى يصل إلى درجة «العته غير العلمى» أحياناً بين أعضاء الفريق البحثى فى الصحف وعلى الشاشات المختلفة.. وإذا كان المتحدث العسكرى العقيد أحمد محمد على يخرج ليتحدث عن العمليات فى سيناء وليس أسد سيناء اللواء أحمد وصفى، فالأولى أن يتم تحديد متحدثين عن هذا الاختراع الجديد، وإذا كان الباحثون قد استغرقوا 22 عاماً، حسبما يرددون، لإنجازه فكان الأولى بالجيش الانتظار 22 ساعة للإعداد للإعلان عنه بدلاً من هذا الإخراج السيئ. ■ لا يمكن أن تنتقل مصر من مرحلة إرهاب الآراء باسم الدين إلى إرهاب المختلفين باسم الجيش.. وإذا كان المشير عبدالفتاح السيسى يتحمل ضغوطاً كثيرة من محبيه تطالبه بحسم ملفات كثيرة مفككة بينما يجيب دائماً بأن دوره وزير دفاع فقط، فإن قصة الاختراع تقع فى نطاق اختصاصه، ولعله يتفق معى أن ما حدث لا يتناسب تماماً مع قيمة الجيش وقدراته، وأن الأمر يحتاج إلى موقف واضح بدلاً من هذا التخبط.. وقبله الاعتراف بخطأ الجيش فى الإخراج! نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش إذا أخطأ الجيش إذا أخطأ



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon