محمود مسلم
استعاد أعضاء الأهلى فى انتخاباتهم الأخيرة روح ثورة 30 يونيو مرة أخرى، وأثبت الشعب المصرى مجدداً أنه «أوعى» من نخبته، وأنه يرفض «الوصاية» حتى لو كانت من نجم محبوب «سابقاً» مثل الكابتن محمود الخطيب، الذى خانه ذكاؤه الاجتماعى وخسر كثيراً بمساندته لقائمة م. إبراهيم المعلم وإصراره على تحدى الرغبة الشعبية فى التغيير، لدرجة جعلته يتجاوز القانون بدخوله خيمة الانتخابات مع الكابتن حسن حمدى وهو ما استحقا عليه الطرد بعد أن اعترض الأعضاء وتجرأوا -قد تكون للمرة الأولى- على نجم النجوم محمود الخطيب الذى حصل على أعلى الأصوات فى انتخابات الأهلى على مدى التاريخ، لكنه لم يستوعب أن اختياراتهما فاشلة ورهانهما خاسر، وأن المستشار عبدالمجيد محمود وخالد مرتجى وخالد الدرندلى قد أدركوا ذلك مبكراً، بينما وقع الخطيب «فريسة» لأوهام وطموحات دمرتها نتيجة الانتخابات.
لم أعجب بلاعب فى حياتى مثل الخطيب ليس لمهارته فقط ولكن لأدبه وسلوكياته وإخلاصه وذكائه داخل وخارج الملعب، وكم تمنيت أن أرى مشهد تنصيبه رئيساً للأهلى الذى تأخر كثيراً، وسعدت جداً عندما ذهب ليهنئ طاهر أبوزيد لتوليه وزارة الرياضة.. فهذا المشهد لم يتكرر منذ فترة بعيدة «بيبو وأبوزيد فى صورة واحدة» لكن حسابات الخطيب خانته لدرجة أنه تحدى الجميع بما فيها تقاليد صالح سليم نفسه الذى كان حريصاً على الحياد فى الانتخابات، بينما كان الخطيب وحمدى منحازين بدرجة امتياز، بل أشك أن ترتيب ميعاد احتفالية الأهلى تم ليخدم الانتخابات بشكل أو بآخر.
لقد كان الدرس قاسياً، فمن المرات القليلة التى تحسم قائمة بأكملها انتخابات الأهلى دون اختراق، فقد اعتاد الأعضاء خلال المرات الأخيرة على إقحام عضو معارض لقائمة صالح سليم وحسن حمدى باستثناء مرة وحيدة من أول طاهر أبوزيد مروراً بمحمود طاهر ثم العامرى فاروق.. كما أن الإقبال كان كبيراً ونسبة التصويت تعكس «اكتساحاً» وتؤكد أن حالة من الاستفزاز والاستنفار سيطرت على أعضاء الأهلى ضد اختيارات «حمدى والخطيب» اللذين لم ينتبها إلى أن العائلات والشباب ضد قائمتهما، بداية من عائلة الفريق مرتجى وصالح سليم وصولاً إلى أصغر شاب.. وأن القائمة قد حرقت الخطيب كواجهة يتم استغلالها فى الانتخابات من أجل لعبة المصالح.
ردت الجمعية العمومية للنادى الأهلى الاعتبار للنجم طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق الذى تحدى الجميع وقرر إجراء الانتخابات فى الأندية، فكان نصيبه الإقالة بسبب رعونة الحكومة أو تواطئها، كما أنها منحت ثقتها بقوة للرائع محمود طاهر والمعارض الجرىء أحمد سعيد ومعهما قائمة مشرفة للأهلى، ماضيه وحاضره ومستقبله.. كما أعطى أعضاء الأهلى صفعة قوية لمن استهتر بإرادتهم واعتبرهم أداة يحركها وقتما يشاء ولمن يشاء، لكن الأخطر أن نجم النجوم محمود الخطيب خسر الانتخابات وفقد جزءًا من احترامه لدى كل محبيه وعشاقه وأنا منهم ودخل فى مرحلة «النجم إذا هوى»!!
نقلاً عن "الوطن"