بقلم - محمود مسلم
ما حدث فى قمة شرم الشيخ «العربية - الأوروبية»، ومن قبلها قمة الاتحاد الأفريقى الأخيرة، هو تتويج ليس لجهد دبلوماسى وسياسى فقط على مدى 5 سنوات، بل إنه يعد تتويجاً لمجمل أعمال عصر السيسى، فمصر بدأت بعزلة دولية بعد ثورة شعبها فى 30 يونيو 2013 أدت إلى تجميد عضويتها فى الاتحاد الأفريقى، وصدور عقوبات من الاتحاد الأوروبى بعدم تصدير الأسلحة إلى مصر، بالإضافة إلى العديد من البيانات والقرارات ضد الدولة المصرية، بل إن قادة أوروبا الذين وقفوا أمس بجانب الرئيس السيسى فى شرم الشيخ، كانوا يخشون استقبال أى مسئول حكومى مصرى لعدة سنوات.
جسر ثقة كبير استطاع «السيسى» أن يبنيه مع الدول الأفريقية والأوروبية والعربية، خاصة أنه بدأ المشوار من تحت الصفر، وسط كمّ كبير من الشائعات روَّجه التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية الخائنة، ومن ورائها بعض الدول، مثل المغرور أردوغان وصبيه تميم، لكن الرئيس المصرى استطاع أن يستعيد ثقة العالم فى مصر بصراحته وصدقه وإخلاصه ورؤيته الثاقبة وإنجازاته، فلو لم يستطِع «السيسى» منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وهذا بالطبع مرتبط بتوفير فرص عمل وارتفاع نسبة معدل النمو، لما شعر الأوروبيون بأن هناك عملاً جاداً فى مصر، بالإضافة إلى أن رؤية الرئيس فى الاهتمام بتجديد الخطاب الدينى جعلت الجميع يشعر بأن مصر بلد الوحدة الوطنية، ولا يوجد أى قلق على الأقباط فيها.
لقد شعر المصريون بالفخر وهم يرون رؤساء وملوك أوروبا والمنطقة العربية بشرم الشيخ فى أمن وسلام، بعد أن كان الجميع يخشى من فوضى الأمن، والأهم أنهم جاءوا تحت عنوان الاستقرار والاستثمار، وليس من أجل قضية دولية.. لقد استطاع «السيسى» وحيداً أن يغير مفاهيم كثيرة لدى قادة الغرب حول رؤيتهم لأوضاع المنطقة، بدايةً من الرئيس ترامب حتى قادة الدول الأوروبية، فنجاة مصر من الاضطرابات جعلتها تعود مرة أخرى إلى موقع الريادة فى الدول العربية، لتُسهم فى نهضة المنطقة من عثرتها، وكانت رؤية مصر دائماً محل تقدير فى قضايا كثيرة، مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها.
لقد كان «السيسى» موفَّقاً أمس فى رده على السؤال المتكرر حول حقوق الإنسان، فإذا كان الأوروبيون يبحثون عن الرفاهية، فإن شعوب المنطقة تبحث عن الاستقرار أولاً، وبالطبع -كما قال الرئيس- دون تجاوزات فى حق الإنسان أو اختراق القانون.
وأعتقد أن الجميع يدرك الآن أن قضية حقوق الإنسان أصبحت شماعة تستخدمها بعض الدول لتحقيق مآرب أخرى، لكن الدولة المصرية تصمد ضد هذه الحملات، لأنها ليس لديها ما تخفيه طالما أن القانون يأخذ مجراه.
لقد جاءت القمة «العربية - الأوروبية» لتكون أبلغ رد على حملات العداء الإخوانية التركية القطرية، ولتؤكد للجميع أن مصر عادت رائدةً بدبلوماسيتها وصدقها وإنجازاتها.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع