بقلم :محمود مسلم
عندما يقف مايرون بريليانت، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، فى اجتماع كبير ليقول للسيسى: «أنت زعيم قوى واستثنائى بعدما أنجزته فى مصر خلال السنوات الماضية»، فإنها شهادة تستحق التأمل.
على مدى أكثر من 6 أيام حرص الرئيس السيسى -خلال وجوده فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة- على الاجتماع مع أكثر من 20 مسئولاً من كافة دول العالم، بداية من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا، حتى سيراليون وكينيا والصومال وجيبوتى ولبنان والأردن والعراق وفلسطين، ما بين لقاءات ثنائية وأخرى قمم ثلاثية.. كل هذه اللقاءات، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولى، تصب بالطبع فى المصلحة السياسية والاقتصادية لمصر.
كما حرص الرئيس -كعادته- على أن يشغل المجتمع الأمريكى حيزاً من الحوار، بحكم وجوده على أرض الولايات المتحدة، وبالتأكيد كان الاقتصاد عنصراً مهماً فى هذه اللقاءات، بحكم أنه يقود العالم حالياً، فقد عقد 3 لقاءات كبيرة حضرها الوفد الصحفى المرافق له، لتوضيح صورة الأوضاع فى مصر (السياسية والاقتصادية والاجتماعية)، وذلك عبر اجتماعاته مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، ورؤساء الشركات الكبرى، والاجتماع الثالث كان مع المؤثرين من المفكرين والباحثين والمجتمع المدنى الأمريكى، وحضرها ممثلون لشركات كبيرة مثل «أباتشى - سيتى بنك - إكسون موبيل - جوجل - أوبر - فيس بوك - أمازون - ماستر كارد» وغيرها من كبرى الشركات الأمريكية، بالإضافة إلى رموز فكرية وسياسية أمريكية.
الاقتصاديون الذين يحضر بعضهم الاجتماع السابع، وآخرون قالوا «الرابع» مع الرئيس، أشادوا بما تحقق فى مصر، وأن مشكلاتهم خلال السنوات الأخيرة قد اختفت، فبعد أن كانوا يعانون من: (عدم الاستقرار الأمنى - صعوبة إيجاد عملة صعبة لشراء مستلزمات الإنتاج - استحالة خروج أرباح الشركات من مصر - مشكلات كبيرة فى الطاقة «الغاز والكهرباء» - تهالك شبكة الطرق - مديونيات لشركات البترول العالمية تصل إلى 6.3 مليار دولار - عدم إصدار قانون جديد للاستثمار)، الآن أصبحت كل هذه المشكلات ماضياً، والشركات تتحدث عن تحديات جديدة، وتؤكد حرصها على الاستثمار فى مصر وبحثها عن فرص وتعاون مشترك، وكان الرئيس هو الآخر يبحث عن مصلحة المصريين، فيتحدث عن شراكة لتكنولوجيا الطائرات وعن فرص شراكة مع «أوبر»، وذكر بأنه هو من اقترح عليهم مشروع الأوتوبيس، ويطالب شركات البترول بالمشاركة فى التنقيب بالبحر الأحمر، ويدعو إلى شراكة أخرى لتحويل السيارات للعمل بالغاز والكهرباء، وإلى المشاركة فى مصنع لإنتاج البلازما، ويطالبهم بالاستثمار فى منطقة محور قناة السويس الجديد، كما تحدث الرئيس عن هدفه بإعلان مصر خالية من فيروس «سى» العام المقبل وتحويل مصر إلى مركز للطاقة فى المنطقة.
الحوارات كانت إيجابية وتعكس ثقة الشركات فى الرئيس المصرى بعد أن تجاوب معهم على مدى 5 سنوات لحل مشكلاتهم، وهو بالطبع ما انعكس على الاقتصاد المصرى الذى وصل إلى معدل نمو 5.6٪، وتراجعت البطالة إلى 7.8٪، وهى نسبة لم تتحقق منذ فترة طويلة.
الرئيس أيضاً أعطى الفرصة لزملائه من الوزراء الحاضرين للحديث مع ممثلى الشركات، مما ساهم فى حل بعض المشكلات البسيطة بالحوار الصريح.. والجميع أشاد بالعلاقات المصرية - الأمريكية بمناسبة مرور 40 عاماً على اتفاقية «كامب ديفيد»، لكن الأهم أن الرئيس السيسى، كما حمل معه هموم المصريين، لم تغب عنه مشكلات الأشقاء الأفارقة وطالب الشركات بضرورة نقل تجربة مصر فى القضاء على فيروس «سى» إلى أفريقيا وبتكلفة أقل، وطالبهم بالاستثمار فى أفريقيا لأنها بحاجة حقيقية إلى هذه الفرص وتملك دولها إمكانيات توصلها لذلك.. أما عن الحوار السياسى -الأكثر سخونة- فنستكمل غداً حول إثيوبيا وإيران وتركيا والإرهاب والاستقرار والمدن الجديدة.