توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر القوية فى نيويورك

  مصر اليوم -

مصر القوية فى نيويورك

بقلم - محمود مسلم

منذ سنوات كان الرئيس السيسى يأتى إلى نيويورك فى شهر سبتمبر من كل عام، ليدافع عن موقف مصر المعزولة دولياً، ويوضح الحقيقة، وكان الجميع يتسابق لمقابلته لمعرفة ما يحدث فى مصر ولاكتشاف شخصية قائدها الجديد. أما الآن فيأتى الرئيس السيسى إلى نيويورك، ليتحدث عن الرؤية والدور المصرى فى القضايا الإقليمية، وليقترح حلولاً لهذه المشكلات، خاصة فى فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، ويطلب قادة العالم للاجتماع به، ليكتشفوا حقائق الأمور فى المنطقة، خاصة أن معظم الدول الشقيقة وغير الشقيقة قد تورطت فى قرارات بالمنطقة أدت إلى اضطرابات يصعب حلها بسهولة، لكن كانت -وما زالت- الرؤية المصرية هى الأدق والأكثر واقعية واحتراماً، وهى الرؤية الشريفة بلا مصلحة، أو كما يصفها الرئيس «نمارس سياستنا الخارجية بشرف فى وقت عز فيه الشرف».

كما استطاع الرئيس تحويل اجتماعات الأمم المتحدة إلى منتدى مصرى دولى، من خلال اللقاءات التى يعقدها مع قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويجب أن يعلم الجميع مدى الجهد الذى يسبق هذه المقابلات من إعداد وتنسيق، فالاجتماع الذى يستغرق ساعة قد يتم الإعداد له على مدى شهور وأسابيع، كى يحقق المأمول للدولة المصرية، كما يستثمر الرئيس الرحلة فى عقد اجتماعات مع المؤسسات الدولية التى تربطها بمصر مصالح عديدة، مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى والأمم المتحدة، ولأن الاقتصاد هو سيد الموقف دائماً فاللقاءات تتضمن أيضاً اجتماعات مع رجال أعمال أمريكيين ورؤساء كبرى الشركات العالمية، خاصة أن الجميع بات مقتنعاً بأنه لا مكان فى هذا العالم إلا للأقوياء، فقد أثبتت التجارب والخبرات أن أحداً لا يساعد الآخر من أجل قيم الإنسانية أو السلام أو الحرية أو العدالة الاجتماعية، فأمريكا التى تغنّت بهذه الكلمات على مدى عقود تعلن الآن عبر رئيسها الجديد ترامب، بكل صراحة، أنها ستراجع معوناتها لكل الدول لتعرف ماذا استفادت منها، وأنها لن تحمى أحداً بلا مقابل، ومن هنا فإن زيارة الرئيس السيسى تأتى فى ظل إنجازات داخلية تضع مصر على الطريق الصحيح.. فالتنمية التى جرت خلال السنوات الماضية فى الداخل عبر شبكة الطرق أو توفير الكهرباء والغاز وغيرها من البنية الأساسية وتطوير الجيش المصرى، تجعل الرئيس يجرى لقاءاته فى ظل مصالح مشتركة وثقة فى الله أولاً وما يحدث فى الداخل ثانياً، بأن مصر مستعدة لاستقبال السياح والمستثمرين، وأنها بلد قوى فى عصر لا يعترف بالضعفاء أو المحتاجين.

لقد ألقى الرئيس السيسى 4 كلمات فى اجتماعات مختلفة «الجمعية العامة للأمم المتحدة - قمة المناخ - قمة دول الـ 77 والصين - قمة نيلسون مانديلا» بلورت رؤية مصر فى جميع القضايا الدولية والإقليمية، وأكدت العمق العربى والأفريقى، وبالطبع تأتى فلسطين على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، سواء فى كلمات الرئيس أو لقاءاته مع ترامب ونتنياهو والملك عبدالله والشيخ عبدالله بن زايد وغيرهم من القادة، خاصة أن مصر تلعب الدور المحورى فى هذه القضية، بداية من رأب الصدع الفلسطينى - الفلسطينى حتى تحقيق السلام الشامل، وأعتقد أن هناك توافقاً بدرجة لم تحدث خلال السنوات الأخيرة للبدء فى إعلان هدنة أو تهدئة لمدة عام، يتم خلالها تجميد أجندة المفاوضات بين الطرفين، وبالطبع تحت رعاية أمريكا، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على تحريك القضية ومعظم الفاعلين، سواء فلسطين أو أمريكا أو إسرائيل، يراهنون على أن يعيد السيسى بمبادراته ما فعله الرئيس السادات منذ ما يربو على 40 عاماً، ومصر كانت وعادت مرة أخرى الطرف الأحرص والمعبّر عن القضية الفلسطينية، ولا يمكن بأى حال أن تقبل شيئاً يرفضه الفلسطينيون، سواء صفقة القرن أو غيرها، وهذا يعلمه كل الأطراف، بينما بعض الهواة فى الداخل ما زالوا يتوهمون ويختلقون قصصاً ليس لها أساس.

مصر عادت فى قاعات الأمم المتحدة رائدة وقائدة للمنطقة برؤيتها وشرفها ونزاهتها، والأهم بقدرتها على تضميد جراحها، لتصبح دولة قوية وقادرة حتى يسمعها العالم الذى لم يعد يعرف سوى الأقوياء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر القوية فى نيويورك مصر القوية فى نيويورك



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon