توقيت القاهرة المحلي 10:34:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر القوية فى نيويورك

  مصر اليوم -

مصر القوية فى نيويورك

بقلم - محمود مسلم

منذ سنوات كان الرئيس السيسى يأتى إلى نيويورك فى شهر سبتمبر من كل عام، ليدافع عن موقف مصر المعزولة دولياً، ويوضح الحقيقة، وكان الجميع يتسابق لمقابلته لمعرفة ما يحدث فى مصر ولاكتشاف شخصية قائدها الجديد. أما الآن فيأتى الرئيس السيسى إلى نيويورك، ليتحدث عن الرؤية والدور المصرى فى القضايا الإقليمية، وليقترح حلولاً لهذه المشكلات، خاصة فى فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، ويطلب قادة العالم للاجتماع به، ليكتشفوا حقائق الأمور فى المنطقة، خاصة أن معظم الدول الشقيقة وغير الشقيقة قد تورطت فى قرارات بالمنطقة أدت إلى اضطرابات يصعب حلها بسهولة، لكن كانت -وما زالت- الرؤية المصرية هى الأدق والأكثر واقعية واحتراماً، وهى الرؤية الشريفة بلا مصلحة، أو كما يصفها الرئيس «نمارس سياستنا الخارجية بشرف فى وقت عز فيه الشرف».

كما استطاع الرئيس تحويل اجتماعات الأمم المتحدة إلى منتدى مصرى دولى، من خلال اللقاءات التى يعقدها مع قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويجب أن يعلم الجميع مدى الجهد الذى يسبق هذه المقابلات من إعداد وتنسيق، فالاجتماع الذى يستغرق ساعة قد يتم الإعداد له على مدى شهور وأسابيع، كى يحقق المأمول للدولة المصرية، كما يستثمر الرئيس الرحلة فى عقد اجتماعات مع المؤسسات الدولية التى تربطها بمصر مصالح عديدة، مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى والأمم المتحدة، ولأن الاقتصاد هو سيد الموقف دائماً فاللقاءات تتضمن أيضاً اجتماعات مع رجال أعمال أمريكيين ورؤساء كبرى الشركات العالمية، خاصة أن الجميع بات مقتنعاً بأنه لا مكان فى هذا العالم إلا للأقوياء، فقد أثبتت التجارب والخبرات أن أحداً لا يساعد الآخر من أجل قيم الإنسانية أو السلام أو الحرية أو العدالة الاجتماعية، فأمريكا التى تغنّت بهذه الكلمات على مدى عقود تعلن الآن عبر رئيسها الجديد ترامب، بكل صراحة، أنها ستراجع معوناتها لكل الدول لتعرف ماذا استفادت منها، وأنها لن تحمى أحداً بلا مقابل، ومن هنا فإن زيارة الرئيس السيسى تأتى فى ظل إنجازات داخلية تضع مصر على الطريق الصحيح.. فالتنمية التى جرت خلال السنوات الماضية فى الداخل عبر شبكة الطرق أو توفير الكهرباء والغاز وغيرها من البنية الأساسية وتطوير الجيش المصرى، تجعل الرئيس يجرى لقاءاته فى ظل مصالح مشتركة وثقة فى الله أولاً وما يحدث فى الداخل ثانياً، بأن مصر مستعدة لاستقبال السياح والمستثمرين، وأنها بلد قوى فى عصر لا يعترف بالضعفاء أو المحتاجين.

لقد ألقى الرئيس السيسى 4 كلمات فى اجتماعات مختلفة «الجمعية العامة للأمم المتحدة - قمة المناخ - قمة دول الـ 77 والصين - قمة نيلسون مانديلا» بلورت رؤية مصر فى جميع القضايا الدولية والإقليمية، وأكدت العمق العربى والأفريقى، وبالطبع تأتى فلسطين على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، سواء فى كلمات الرئيس أو لقاءاته مع ترامب ونتنياهو والملك عبدالله والشيخ عبدالله بن زايد وغيرهم من القادة، خاصة أن مصر تلعب الدور المحورى فى هذه القضية، بداية من رأب الصدع الفلسطينى - الفلسطينى حتى تحقيق السلام الشامل، وأعتقد أن هناك توافقاً بدرجة لم تحدث خلال السنوات الأخيرة للبدء فى إعلان هدنة أو تهدئة لمدة عام، يتم خلالها تجميد أجندة المفاوضات بين الطرفين، وبالطبع تحت رعاية أمريكا، لأنها الدولة الوحيدة القادرة على تحريك القضية ومعظم الفاعلين، سواء فلسطين أو أمريكا أو إسرائيل، يراهنون على أن يعيد السيسى بمبادراته ما فعله الرئيس السادات منذ ما يربو على 40 عاماً، ومصر كانت وعادت مرة أخرى الطرف الأحرص والمعبّر عن القضية الفلسطينية، ولا يمكن بأى حال أن تقبل شيئاً يرفضه الفلسطينيون، سواء صفقة القرن أو غيرها، وهذا يعلمه كل الأطراف، بينما بعض الهواة فى الداخل ما زالوا يتوهمون ويختلقون قصصاً ليس لها أساس.

مصر عادت فى قاعات الأمم المتحدة رائدة وقائدة للمنطقة برؤيتها وشرفها ونزاهتها، والأهم بقدرتها على تضميد جراحها، لتصبح دولة قوية وقادرة حتى يسمعها العالم الذى لم يعد يعرف سوى الأقوياء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر القوية فى نيويورك مصر القوية فى نيويورك



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon