توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى».. و«المتطرفون» الجدد

  مصر اليوم -

«السيسى» و«المتطرفون» الجدد

محمود مسلم

عاتب الرئيس عبدالفتاح السيسى الكاتب والإعلامى إبراهيم عيسى «خلال جلسة الرئيس مع الإعلاميين الشهيرة»، على طرح قضايا دينية جدلية فى وقت ينشغل فيه المجتمع بتحديات خطيرة كما لم تصل فيه درجة الاستعداد لدى المصريين لمناقشة مثل هذه الآراء كالتى طرحها «عيسى»، مثل قضية عذاب القبر رغم إبداء الرئيس إعجابه ببرنامج «مدرسة المشاغبين»، وإعلانه عن حرصه على مشاهدة حلقاته، لكن لم نسمع من الرئيس عتاباً أو مساءلة لأحد مرؤوسيه، وهو د. جابر عصفور، وزير الثقافة فى حكومته الأولى، الذى انبرى ليصنع معارك وهمية فى قضايا كانت سبباً رئيسياً لصعود تيار الإسلام السياسى، وخاصة الإخوان من قبل فى المجتمع. وبالفعل استغل السلفيون تصريحات الوزير، ليزايدوا ويستغلوا، أملاً فى عودة شعبية زائفة أضاعها منهم الإخوان قد تنفعهم فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة.

وزير الثقافة لم يدخل فى صراع مع السلفيين فقط، بل اختلق معركة فى غير توقيتها، وبدون نتائج مع الأزهر الشريف بدلاً من أن يتعاون معه فى إعداد استراتيجية فكرية لمواجهة الإرهاب.. وأعتقد أن «السيسى» اختار «عصفور» من أجل هذا التنسيق، حينما طرح الأخير خلال أحد لقاءات الرئيس خلال حملته الانتخابية مع الأدباء والمثقفين، حيث اقترح «عصفور» ضرورة إنشاء آلية للتنسيق بين وزارات الأوقاف والثقافة والتعليم بالإضافة إلى الأزهر، وهى بالمناسبة ذات الفكرة التى كان يسوق بها نفسه أيام نظام مبارك، لكن الوزير انشغل بمعارك جانبية ونسى الهدف الذى أتى من أجله إلى الحكومة وتناسى أن الوطن يخوض معارك خطيرة وبحاجة إلى كل جهود أبنائه وعلى رأسهم مسئولوه.. كما نسى الوزير أن رئيسه السابق فاروق حسنى قد خاض معركة «الحجاب» واستفاد منها الإخوان ودفع النظام الثمن، لكن من حق عصفور أن يفعل ما يريد طالما لم يجد من يراجعه.

نفس الأداء تكرر مع د. جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة الذى «عاير» طلاب المدن الجامعية بفقرهم، حينما صرح بأن ما يحصلون عليه من وجبات فى المدن من لحم وفراخ لا يأكلونه فى بيوت أهاليهم.. وهو تصريح مستفز يفتقر لأبسط القواعد السياسية ويتنافى تماماً مع ما يزعمه «نصار» من ارتباطه بثورة 25 يناير التى كانت ترفع شعار العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية.. ويبدو أن رئيس الجامعة يحاول التودد للنظام الجديد بإظهار نفسه كرجل قوى فى مواجهة مظاهرات الطلاب بعد أن تسببت «ميوعته» العام الماضى فى انتشار الفوضى بالجامعة وبحث «نصار» عن مكان له فى النظام الجديد بتطرفه فى التصريحات بعد أن راهن على نظام مبارك ولم يسعفه الوقت، ثم حاول مع نظام ما بعد 25 يناير بهجومه المستمر للجيش والشرطة وانحيازه المستمر للفوضى والعبث، والآن يقدم نفسه كرجل دولة مسئول لكن جاءت تصريحاته بطريقة تسىء إلى السيسى نفسه، لكن «نصار» لم يجد أيضاً من يراجعه.

المثال الثالث على حالة السيولة التى تمر بها البلاد دون رادع أو مراقب هو ذلك الخطاب الذى أرسله رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة إلى الكاتب الكبير حسنين هيكل يهنئه فيه بعيد ميلاده فى ظل احتفالات مصر بحرب أكتوبر وقائدها الرئيس الأسبق أنور السادات، حيث أشاد رئيس الشئون المعنوية بكتب «هيكل»، وعلى رأسها «خريف الغضب»، الذى أهين فيه «السادات»، كما لم يحدث مع قائد عسكرى من قبل، كما تناسى مرسل الخطاب، الذى لا أعرف هل يعبر عن المؤسسة العسكرية العريقة والمخلصة، أم هو تصرف فردى؟! أن «هيكل» أهان حرب أكتوبر فى إطار كرهه للرئيس الأسبق، حسنى مبارك، قائد القوات الجوية حينما قلل من قوة الضربة الجوية التى أشاد بها الأعداء قبل الأصدقاء، وادعى على غير الحقيقة أنها كانت عبارة عن 8 طائرات فقط لا غير، ولم ترد عليه وقتها الشئون المعنوية، بينما حرصت على تهنئته بعيد ميلاده.

■ ■ من جابر عصفور، إلى جابر نصار، إلى خطاب الشئون المعنوية.. كلها تصرفات تعكس غياب المراجعة والرقابة ووجود حالة من السيولة لا تتفق تماماً مع التحديات التى تواجهها الدولة المصرية حالياً فى مواجهة المتطرفين، وأعتقد أن لسان حال «السيسى» الآن: «اللهم اكفنى شر أصدقائى.. أما أعدائى فأنا كفيل بهم»، خاصة أن الرجل هو الذى سيدفع ثمن هذه الأخطاء من شعبيته، لأن المتطرفين الجدد أصبحوا عبئاً عليه، وأكثر خطراً على الدولة المصرية الجديدة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» و«المتطرفون» الجدد «السيسى» و«المتطرفون» الجدد



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon