توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى».. ورجال الأعمال

  مصر اليوم -

«السيسى» ورجال الأعمال

محمود مسلم

أعتقد أن التعامل مع رجال الأعمال، أو بمعنى أدق الرهان عليهم لدعم مسيرة التقدم، يعتبر من الملفات الصعبة على مائدة المشير عبدالفتاح السيسى، فالرجل حاول معهم خلال حملته الانتخابية أن يشرح لهم طبيعة التحديات ويدعوهم صراحة للتنازل عن بعض ثرواتهم لبناء مصر الجديدة، لكن أحداً لم يستجِب، وللأسف تحولت المعركة على الرأى العام، وانهارت فيها الصورة الذهنية لرجال الأعمال أكثر، وبدلاً من أن يتكاتفوا ليقدموا مبلغاً كبيراً لإنقاذ الوطن اتفقوا على عدم الدفع.

حاول «السيسى» مرة أخرى أن يفتح لهم باباً للمشاركة أكثر كرامة من خلال فتح حساب «تحيا مصر»، وقدم القدوة بأن تبرع بنصف ثروته ومرتبه، فاستجاب قليلون بينما راح آخرون يتفلسفون، أما الأغلبية فاختفوا، فى ظروف غامضة، وكأن الأمر لا يعنيهم، مع أن أى مدقق يعلم أن المقصود بحساب «تحيا مصر» هم رجال الأعمال وليس الفقراء. ومع ذلك فقد تبارى الغلابة فى التبرع، لكن أموالهم لن تقدم شيئاً.

كل ذلك والرأى العام يعتقد أن هناك معركة بين «السيسى» ورجال الأعمال، والبعض بنى سيناريوهات غير واقعية وتوقعات بأن يفتح الرئيس الجديد ملفات رجال الأعمال، خاصة الذين أداروا ظهورهم لمصر فى وقت الحاجة خلال مرحلة صعبة، وبدأ آخرون يحلمون بالتأميم، وآخرون بالمطاردة، مع أوهام بأن ذلك الأمر سيزيد من شعبية الرئيس وسيسعد الفقراء.. وبدأ البعض فى دغدغة مشاعر البسطاء.. بنفس الطريقة التى تم التعامل بها مع ملف استرداد الأموال، ونسى الجميع أن المناخ أصبح مختلفاً، وأن أية إجراءات استثنائية إذا كانت ستجلب أموالاً كثيرة فستعقبها خسائر أكبر، كما أن الثوار والإخوان ما بعد 25 يناير قلَّبوا فى كل المخالفات غير القانونية بالحق والباطل لدى معظم رجال الأعمال، وبالتالى لم يتبقَّ سوى القليل الذى قد يجلب مشاكل كثيرة.

حاول «السيسى» مرة أخرى استيعاب رجال الأعمال والرهان على ضميرهم الوطنى خلال منتدى «الأخبار» الاقتصادى منذ أيام وبناء جسور للثقة والاطمئنان معهم تسهم فى دفع عجلة الإنتاج والتنمية، لكن الأهم، من وجهة نظرى، هو تلك المناقشات الفاعلة فى إقرار إجراءات واضحة لتسهيل عمليات الاستثمار بشكل أفضل، ووضع فواصل واضحة بين المال العام واستغلال رجال الأعمال.

كل الرهانات على وطنية رجال الأعمال خاسرة حتى الآن، باستثناء مبادرات وطنية قليلة للأسف.. وبالتالى فليس أمام «السيسى» إلا إظهار قوة الدولة، ليس فى مطاردات رجال الأعمال، ولكن فى وضع قواعد صارمة للتعامل معهم تجذب الاستثمار وتضمن قواعد عادلة، وتحافظ على حقوق الدولة، وأن يكون هامش الربح فى حدود المستويات الدولية دون تصنيفهم بين وطنى وغير وطنى، فالدولة عليها أن تعلن قواعدها للجميع دون حملات تشويه، فرجل الأعمال فى أى دولة هدفه الأول الربح، و«هذا حقه»، بشرط أن يمنح الدولة حقوقها بالطبع حتى يستفيد الجميع ويعيشوا فى سلام.. الوطن.. الفقراء.. رجال الأعمال!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» ورجال الأعمال «السيسى» ورجال الأعمال



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon