توقيت القاهرة المحلي 12:34:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى» يتحدى «الدلع»

  مصر اليوم -

«السيسى» يتحدى «الدلع»

محمود مسلم

زرت محافظة المنيا خلال التسعينات عندما كان اللواء منصور العيسوى محافظاً لها وأحداث الإرهاب تسيطر على «ملوى»، وهناك حظر تجول بالمدينة. واستغربت عندما حكى لى المحافظ وقتها أنه زار «ملوى» وبرر لى ذلك قائلاً: «بالمناسبة الناس لا تعرف عادةً رئيس الجمهورية.. لكنها تعتبر كل موظف بالدولة أو فى القرية من أول العمدة وطبيب الصحة والمدرس وغيرهم، إذا أجادوا فإن الرئيس يحظى بشعبية كبيرة وإذا أخطأوا كره الناس الرئيس».. وضرب اللواء العيسوى مثالاً بالواقعة الشهيرة حينما ذهب الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى متضررى السيول بأسيوط فطلب منه رجل فقير كارت توصية لمأمور نقطة الشرطة.
تذكرت هذه الحكاية مع بداية ولاية المشير السيسى حيث أعتقد أن التحدى الأبرز للرجل هو تطوير الجهاز الإدارى للدولة الذى ترهّل منذ سنوات ويحتاج إلى مراجعة المنظومة بشكل عام؛ لأن «السيسى» سيتحمل أى خطأ لكل موظف فى الدولة صغر أو كبر، فلو رفض طبيب استقبال مريض فى المستشفى، أو استغل مدرس طفلاً، أو أهان ضابط مواطناً، أو أن مصرياً عانى فى دواليب الحكومة دون إنهاء مصلحته؛ فإن العتاب واللوم سيتوجه إلى السيسى، وبالتالى يجب على الرئيس التركيز على تدريب وتطوير الجهاز الإدارى الذى يعتبر أهم ذراع له فى تنفيذ برنامجه.
الجهاز الإدارى «مترهل» ويعانى الإهمال ونقص الكفاءة والتدريب بالإضافة إلى مشاكل الفساد والوساطة والمحسوبية، لكن الأخطر فى هذه المرحلة المهمة أزمة غياب الوعى الجمعى لموظفى الدولة، فالأولويات غير واضحة والقضايا القومية غير مطروحة على أجندتهم أو بمعنى أصح أن كل موظف له قِيَمه الخاصة فى العمل والممارسة دون أدنى مسئولية وطنية أو حتى أخلاقية.
مصر تحتاج إلى خطة قومية لتطوير جهازها الإدارى وإلا سيغرق السيسى فى مشاكل لا حصر لها، خاصة أن حكومته اختارت الحل الأسهل: جولات ميدانية لـ«الشو»، يعقبها فصل أو نقل القيادات، وهى حركات لم تعد تشبع المواطن الذى يرى أن الأفضل وضع خطة لعلاج أمراض الجهاز الإدارى بحيث يصبح قادراً على القيام بمهامه فى التقدم والتنمية، لا أن تكون الأجور هى الأزمة الوحيدة والهم الأكبر لمعظمهم.
لقد انهارت المؤسسات عندما أهملت الدولة موظفيها وتركتهم مادة خصبة للفاسدين والمتطرفين دون برامج تدريبية أو توعية أو رقابة صارمة أو أجور عادلة؛ فغاب الوعى وسيطرت المنافع والمصالح.. وساءت سمعة الجهاز الإدارى.. وكل هذه الأمور تحتاج إلى مراجعتها وضبطها من قبل «السيسى»، خاصة أن حكومته الجديدة «مقلب» لن يأخذ منهم سوى جولات وحركات دون رؤية أو خطة أو دراسة لمواجهة الفساد والترهل وعدم الكفاءة وغياب الوعى والدلع.
الرئيس يحتاج إلى وقفة جادة تحت شعار «السيسى يتحدى الدلع». زرت محافظة المنيا خلال التسعينات عندما كان اللواء منصور العيسوى محافظاً لها وأحداث الإرهاب تسيطر على «ملوى»، وهناك حظر تجول بالمدينة. واستغربت عندما حكى لى المحافظ وقتها أنه زار «ملوى» وبرر لى ذلك قائلاً: «بالمناسبة الناس لا تعرف عادةً رئيس الجمهورية.. لكنها تعتبر كل موظف بالدولة أو فى القرية من أول العمدة وطبيب الصحة والمدرس وغيرهم، إذا أجادوا فإن الرئيس يحظى بشعبية كبيرة وإذا أخطأوا كره الناس الرئيس».. وضرب اللواء العيسوى مثالاً بالواقعة الشهيرة حينما ذهب الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى متضررى السيول بأسيوط فطلب منه رجل فقير كارت توصية لمأمور نقطة الشرطة.
تذكرت هذه الحكاية مع بداية ولاية المشير السيسى حيث أعتقد أن التحدى الأبرز للرجل هو تطوير الجهاز الإدارى للدولة الذى ترهّل منذ سنوات ويحتاج إلى مراجعة المنظومة بشكل عام؛ لأن «السيسى» سيتحمل أى خطأ لكل موظف فى الدولة صغر أو كبر، فلو رفض طبيب استقبال مريض فى المستشفى، أو استغل مدرس طفلاً، أو أهان ضابط مواطناً، أو أن مصرياً عانى فى دواليب الحكومة دون إنهاء مصلحته؛ فإن العتاب واللوم سيتوجه إلى السيسى، وبالتالى يجب على الرئيس التركيز على تدريب وتطوير الجهاز الإدارى الذى يعتبر أهم ذراع له فى تنفيذ برنامجه.
الجهاز الإدارى «مترهل» ويعانى الإهمال ونقص الكفاءة والتدريب بالإضافة إلى مشاكل الفساد والوساطة والمحسوبية، لكن الأخطر فى هذه المرحلة المهمة أزمة غياب الوعى الجمعى لموظفى الدولة، فالأولويات غير واضحة والقضايا القومية غير مطروحة على أجندتهم أو بمعنى أصح أن كل موظف له قِيَمه الخاصة فى العمل والممارسة دون أدنى مسئولية وطنية أو حتى أخلاقية.
مصر تحتاج إلى خطة قومية لتطوير جهازها الإدارى وإلا سيغرق السيسى فى مشاكل لا حصر لها، خاصة أن حكومته اختارت الحل الأسهل: جولات ميدانية لـ«الشو»، يعقبها فصل أو نقل القيادات، وهى حركات لم تعد تشبع المواطن الذى يرى أن الأفضل وضع خطة لعلاج أمراض الجهاز الإدارى بحيث يصبح قادراً على القيام بمهامه فى التقدم والتنمية، لا أن تكون الأجور هى الأزمة الوحيدة والهم الأكبر لمعظمهم.
لقد انهارت المؤسسات عندما أهملت الدولة موظفيها وتركتهم مادة خصبة للفاسدين والمتطرفين دون برامج تدريبية أو توعية أو رقابة صارمة أو أجور عادلة؛ فغاب الوعى وسيطرت المنافع والمصالح.. وساءت سمعة الجهاز الإدارى.. وكل هذه الأمور تحتاج إلى مراجعتها وضبطها من قبل «السيسى»، خاصة أن حكومته الجديدة «مقلب» لن يأخذ منهم سوى جولات وحركات دون رؤية أو خطة أو دراسة لمواجهة الفساد والترهل وعدم الكفاءة وغياب الوعى والدلع.
الرئيس يحتاج إلى وقفة جادة تحت شعار «السيسى يتحدى الدلع».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» يتحدى «الدلع» «السيسى» يتحدى «الدلع»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon