توقيت القاهرة المحلي 12:21:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم

  مصر اليوم -

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم

محمود مسلم

يراهن الرئيس السيسى على رفع درجة الوعى عند النخب السياسية والمواطنين ليستوعبوا أن مصر فى حالة حرب، أى لا تحتمل البحث عن المصالح الشخصية أو الفئوية أو غياب الأولويات وتقديم الطلبات الترفيهية، لكن فى ظل هذا الجهد الذى يبذله «السيسى»، ولم يكن بالحماس نفسه مع جهازه الإدارى الذى يمسك بعصب البلاد، وانصب تركيزه حتى الآن على تخفيض النفقات والمرتبات دون رفع الوعى والتدريب ومعالجة أوجه القصور والإهمال.

«دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم».. هكذا قال المصريون قديماً، وما يحدث فى أهم ملف فى مصر يُنذر بخراب الدولة، وهو التقصير الأمنى وغياب الرؤية، وأبرز دليل على ذلك واقعة سجن المستقبل بالإسماعيلية وهروب اثنين من المساجين، أحدهما إرهابى، والتى تمثل جريمة لا تتناسب بأى حال مع اللحظة الراهنة، ومن يقرأ تفاصيل تحقيقات النيابة يكتشف أننا أمام «فضيحة» مكتملة الأركان، أو بمعنى أدق منظومة فساد لم تكن تظهر فى هذه المرحلة بمثل هذه الحرفية فى الأداء، إلا إذا كان الإهمال هو سيد الموقف ومناخ العمل الذى يشجع على ارتكاب الجريمة، وإذا كانت وزارة الداخلية تعاملت مع هروب المتهم عادل حبارة بطريقة عدم نشر الغسيل «اللى مش كويس»، من خلال تحقيقات داخلية انتهت بحرمان رئيس المأمورية من رتبة اللواء وخروجه إلى المعاش، فإنها لم تفلح فى تكرار السيناريو، لأن جريمة سجن الإسماعيلية اكتملت بالفعل وهرب المسجونان، وحققت فيها النيابة، ثم خرجت الداخلية بعدها تعترف بمصيبتها.

كتبت منذ حوالى شهر مقالاً تحت عنوان «احسم يا سيسى»، كتبت فيه: «لقد بلع الشعب التعديل الوزارى السيئ الذى تم بلا رؤية.. وما زال صحفيون يحاولون بلع تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية التى جرت دون رؤية أيضاً.. لكن لا يمكن أن يهضم الشعب التسيُّب الأمنى الذى جرى الأيام الماضية، بداية من أحداث الاتحادية، مروراً بالمحاولة الفاضحة لتهريب المتهم عادل حبارة، ثم تسريب رسالة الإخوانى محمد البلتاجى بالفيديو، لأعضاء الجماعة الإرهابية الخائنة، وهروب عبدالرحمن عز إلى قطر، وأعتقد أن الحوادث الأربع مثّلت قوة دفع لخروج الإخوان فى ذكرى عزل رئيسهم الفاشل.. فتراخى الدولة فى أهم ملف، وهو الأمن، أصبح لا يحتمل الصبر وحسن النوايا أكثر من ذلك، خصوصاً أن الثمن يدفعه الأبرياء من الشرطة والجيش والشعب من أرواحهم».

سيظل الملف الأمنى لفترة طويلة لا يحتمل «التهريج»، خصوصاً أن الناس انتخبت «السيسى»، كما قال هو فى أحد حواراته، لخوفهم من المستقبل، وبالتالى يجب على الرئيس المخلص مراجعة كل تفاصيله بدقة وبسرعة، فليس من المقبول وفاة 11 مصرياً فى أقسام الشرطة، ثم بعدها تقرر الداخلية تركيب تكييفات فى الأقسام المزدحمة بالمساجين، وهل كانت الوزارة بحاجة إلى وفاة 11 روحاً، مهما كانت انتماءاتهم أو جرائمهم، لعلاج أزمة الازدحام، كما أنه حتى الآن لم تظهر رؤية واضحة لعلاج أزمة تكدس السجون أو إشكالية تطوير تقنيات مواجهة الإرهاب، بل وصل الأمر إلى هروب مساجين، ثم إلقاء القبض عليهم بأيادى رجال الداخلية أنفسهم.. فهل هناك إهمال وتقصير وتغييب أكثر من ذلك؟! خصوصاً أن زيارات الشو الميدانية لم تحل مشاكل حقيقية!!

■ المؤامرات تحاك ضد مصر فى الداخل والخارج.. والأمور لا تحتمل البطء أو التجريب.. فالمترصدون تزداد شراستهم مع تراجع أملهم فى تفكيك وحدة الشعب.. والمصريون هم من اخترعوا قديماً أن الإهمال أكثر دماراً من الظلم.. ومصر لا تحتمل إهمالاً ولا ظلماً مرة أخرى، خاصة مع رئيس مخلص ووطنى وخبراته الأمنية كبيرة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم دولة المهمل بتخرب قبل دولة الظالم



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon