توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر لا تحتمل دخول «الثلاجة»

  مصر اليوم -

مصر لا تحتمل دخول «الثلاجة»

محمود مسلم

حالة من الهلع والرعب أصابت الناس فجأة من أحداث الجمعة 28 نوفمبر، ثم انتابت الحكومة الحالة نفسها، فخرجت تهدد وتتوعد. وذهب كل وزير لإطلاق التصريحات، بمن فيهم وزير التعليم، الذى أعلن تأمين المدارس رغم أن الجمعة إجازة رسمية، لدرجة أنك تشعر بأن البلد كله أصبح فى حالة تأهب أو بمعنى أدق «توهان»، خاصة أن مظاهرات 28 نوفمبر لن تكون بنفس قوة أحداث أخرى مرت على مصر بسلام وآخرها ذكرى فض رابعة والنهضة فى 14 أغسطس الماضى.

أشعر بالحزن أن مصر تنشغل بمثل هذه القضايا، وهى أمامها العديد من التحديات والأمنيات المفترض أن تهتم بها لتحقق التقدم وأرى أن السبب المنطقى لحالة الهلع والرعب يعود إلى عملية «الفراغ السياسى» الذى تعيشه البلاد، فحيوية الحكم لا تناسب طاقات وساحات الإعلام المرئى والمسموع والمقروء وكأن مصر تسير إلى مرحلة ركود، فالرئيس منشغل بخطط ورؤى استراتيجية وقضايا الأمن القومى والشئون الخارجية، وهذه أمور لا تجد صدى فى الإعلام، كما أن نتائجها حتماً ستتأخر، أما الحكومة فمنغمسة فى شكليات ولا تملك رؤية أو خطة واضحة ولا تقحم وزراءها فى عش الدبابير، بينما الشعب حائراً لا يجد من يوجهه أو يستثمر طاقاته وينظمها، لذلك لم يكن غريباً أن يتجه الإعلام إلى قضايا تافهة تحتل الشاشات والصحف، بل والمواقع الإلكترونية مثل العناتيل والشذوذ والاغتصاب وزنا المحارم والسحر أو برامج الرقص أو استضافة المتشددين، رغم علم الجميع بأن مصر فى حالة حرب وجود، والمفترض أيضاً أنها فى مرحلة إعادة بناء.

حتى الآن لم يجد الناس ما يروى ظمأهم من متغيرات جذرية فى إدارة الدولة أو برامج تنموية تستوعب الطاقات المعطلة أو رؤية واضحة لمصر فى الأعوام أو الشهور المقبلة. كل ما يحدث نوايا طيبة وتصريحات للاستهلاك المحلى والنجاحات ما زالت فردية، بينما المؤسسات غائبة وحل القضايا المصيرية لم يبدأ بعد مثل مواجهة الفساد، وتطور التعليم والصحة، والإصلاح الإدارى، واستراتيجية فكرية لمواجهة الإرهاب، العدالة الاجتماعية وغيرها. وحتى انتخابات البرلمان يسير فيها الأداء بنفس الارتباك والتخبط لدرجة أن البعض بدأ يشعر بأن أحداً لا يريد الانتخابات سوى الخارج فالحكومة يسعدها تأخر تشكيله لضمان استمرارها رغم سوء أدائها، والأحزاب تخشى المواجهة فتغفل إرجاءها لعدم استعدادها، أما المرشحون المستقلون فلا يرغبون فى الاستعداد حتى تتضح الصورة.. والنتيجة حالة من الفراغ السياسى ليست فى صالح الدولة.

لا يشعر أحد بأن الدولة الجديدة تحاسب أحداً أو تكافئ آخر.. الكل سواسية، لأن النوايا تسبق التقييم والروحانيات ترتفع فوق الدستور والقانون.. والانطباعات تتغلب على المعايير.. والاستسلام لمقولة ليس فى الإمكان أبدع مما كان تتفوق على عمليات البحث عن الكفاءات.. وبالتالى تعانى مصر من حالة فراغ أو تجمد، فلا مسئول يحاسب آخر ولا استعدادات حقيقية للبناء وكله يسير بـ«الحتة» واليومية والتصريحات الوردية.

■■ ستمر مظاهرات 28 نوفمبر كما مرت أيام كثيرة أخرى أرادها الإخوان وعملاؤهم فرصة لإسقاط الدولة، لكن التحدى الأكبر سيظل يطارد السلطة من خلال إشغال الناس والإعلام والمؤسسات ببرامج وقضايا جادة وحقيقية، لأن قضايا مصر ومشكلاتها تحتاج إلى حيوية فى إدارتها تشغل الناس وتمنحهم الأمل ولا تحتمل دخول الثلاجة مرة أخرى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر لا تحتمل دخول «الثلاجة» مصر لا تحتمل دخول «الثلاجة»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon