توقيت القاهرة المحلي 15:53:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وطن خالٍ من «الإخوان»

  مصر اليوم -

وطن خالٍ من «الإخوان»

محمود مسلم

أتمنى أن يطرح المرشحون لرئاسة الجمهورية، بمن فيهم «السيسى»، ضمن برنامجهم شعار «وطن خالٍ من الإخوان»، لا سيما بعد إعلانها منظمة إرهابية، وبالتالى فإن التحالف مع «التنظيم» فى الانتخابات يعتبر جريمة فى حق الوطن، خاصة أن معظم مرشحى الانتخابات الرئاسية الماضية، باستثناء الفريق أحمد شفيق، أكلوا وشربوا مع «الإخوان»، ولم يُجرّموا أفعالهم وخيانتهم بكلمة واحدة أثناء حملاتهم الانتخابية على نفس طريق «نحانيح النخبة» الذين ساندوا «الإخوان» وأوهمونا بعد ذلك أنهم صُدموا فى إرهابهم وخيانتهم.
كنت، وما زلت، ضد العزل السياسى للأفراد، لكنى أطالب بعزل الفكرة الإخوانية؛ لأنها تمثل ثغرة فى جسد الوطن، وإذا كانت حكومة «الببلاوى» فشلت فى اجتثاثها حتى الآن، فعلى الرئيس القادم أن يضع برنامجاً زمنياً للتطبيق، خاصة أن «الإخوان» كانت تجيد التقوقع فى أوقات الغضب، ثم الظهور مرة أخرى فى ظروف «الرخاوة»، كما أنها تجيد اللعب فى مناخ الديكتاتورية والفساد والفقر والجهل وغياب الوعى الدينى المستنير.
كان «الإخوان» الشماعة التى استخدمتها الأنظمة المختلفة لعدم تطبيق الديمقراطية.. وظلوا ينادون بها رغم أنهم لم يطبقوها فى تنظيماتهم الداخلية على مدى تاريخهم، لكنهم استغلوها ثغرة للتودد لرجل الشارع وضرب مصداقية النظام، لكن إذا ما وصلوا إلى الحكم كانت الديمقراطية بالنسبة لهم «سُلماً» صعدوا عليه ثم كسروه، بحيث لا يصعد أحد بعدهم، ولا ينزلون من الحكم، ما تسبب فى كفر الناس بالعملية الديمقراطية برمتها، وبالتالى فإن الحل يتمثل فى اتخاذ إجراءات ديمقراطية واضحة وسريعة.
الفكرة الإخوانية قائمة على الخداع الدائم والتجارة بالدين، لتحقيق مكاسب سياسية، بالإضافة إلى الاستقواء بالخارج، الذى يصل لدرجة الخيانة، وعدم وجود ثوابت وطنية لدى أعضائهم، فإذا ما خسروا الحكم استهدفوا إسقاط الجيش والشرطة والدولة، وتمنوا لمصر وشعبها الهلاك، واستعانوا فى ذلك بالتنظيمات الإرهابية، ودربوا ميليشياتهم.. لقد أفسد الإخوان الدعوة بممارسة السياسة.. وقضوا على السياسة من خلال التجارة بالدعوة، وأعادوا مصر خطوات كثيرة للخلف، وارتكبوا جرائم فى حق الوطن، سيظل سنوات يحاول التخلص منها.
الإخوان هم الفصيل السياسى الوحيد الذى هاجم أقسام الشرطة وتآمر ضد الجيش وطعن فى القضاء المصرى وأهدر حرية الإعلام، كما أنهم الفصيل الذى حاول اختراق كل هذه القطاعات وأخونتها.. وهى أفكار ضد تداول السلطة والديمقراطية، ولا يصح أن تعود مرة أخرى، بل يجب أن تصدر تشريعات حادة لتجريم مثل هذه الأفعال.
للأسف، فإن «الإخوان» أصبحت أداة للأعداء والطامحين لإسقاط الدولة والطامعين لاحتلالها، وستظل كذلك تنخر فى عظام الوطن، إذا تُركت أفكارها تتوغل بين الشباب، وبالتالى فمصر أحوج ما تكون إلى رؤية واستراتيجية واضحة يلتف حولها الشعب فى التعليم والتربية الدينية والإعلام والتشريعات، للقضاء على الأفكار الإخوانية، والأهم القضاء على التربة التى تنمو فيها هذه الأفكار، بجعل مصر بلداً ديمقراطياً متعلماً.. متديناً.. منفتحاً بعيداً عن الأمية والجهل والفساد وغياب الديمقراطية، وبالتالى ننتظر من مرشحى الرئاسة كلاماً صريحاً عن مدة زمنية واضحة لإعلان مصر وطناً خالياً من «الإخوان»، وهو أكبر إنجاز يمكن أن يقدمه الرئيس المنتظر للأجيال القادمة!
كتبت هذا المقال فى 5 فبراير الماضى، وأسعدنى إعلان المشير السيسى، المرشح الأوفر حظاً، أنه لا إخوان فى عهده، ومع ذلك ما زال بعض الناس يروجون أفكار المصالحة والدمج، وهى شعارات أضرت مصر كثيراً.. وإذا كانت مهمة القضاء على الإخوان أصبحت فرضاً على الرئيس القادم، فإن المستقبل سيكون أفضل، ويكفيه فخراً أنه خلّص الوطن من هذا الطاعون، وأن التاريخ والأجيال القادمة ستذكر له هذا الإنجاز.. وطن خال من الإخوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطن خالٍ من «الإخوان» وطن خالٍ من «الإخوان»



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon